Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/07/2008 G Issue 13064
السبت 02 رجب 1429   العدد  13064
تطوير الذات: طرق حل المشكلات والصعاب وكيف تصبح سعيداً
سارة الغلام

* تكفير الخطايا وزيادة الحسنات

عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) صحيح البخاري.

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حطت عنها بها خطيئة) صحيح مسلم.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وماله ونفسه حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة).

* استشعار نعمة الله

الشيء لا يتميز إلا بضده. فالمال لا تعرف قيمته إلا بالفقر والأمن لا تعرف قيمته إلا بالخوف، والصحة لا تعرف قيمتها إلا بعد المرض.

* الاستجابة لأمر الله

إن الاستجابة لأمر الله لنيل المراتب والجوائز الكبرى التي أعدها الله للصابرين، قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}(156) سورة البقرة.

* تربية النفس وتقويتها

لا تنال الحكمة إلا بالصبر ومعالجة المصائب. ولا نجاح في الدنيا إلا وسبقته نكبات.

* التربية على الإيجابية

إن التربية على الإيجابية في كل شيء -حسنه وسيئه- من صفات المؤمن، وهذا الذي دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ليتعجب من أمر المؤمن حينما قال: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

* قوة الإيمان

عن سعد - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أشد بلاء؟ قال صلى الله عليه وسلم: (الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الناس على قدر دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وان الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة).

* رجوع العبد لربه

إن رجوع العبد لربه وانطراحه بين يديه، ودعاءه خالقه لحاجته وبيان ضعفه تعين العبد في حياته.

من رحمة الله بالعباد أنه جعل الرزق بيديه، والسعادة بذرها في كل إنسان (داخله) وليست (خارجه) ولم يحرم منها أحد، إلا من حرم نفسه حتى المشلولين والفقراء وأصحاب الاحتياجات الخاصة يملكونها، فقد أخبرنا كي ننمي النبتة، فهو خالقنا وأعلم بصلاحنا. ولا تعتقد أن الكفار في سعادة فهم حين يخلدون للراحة يسلط الله عليهم الشياطين والهموم والأمراض النفسية والعضوية.

فليس مستغرباً عليهم، يأكلون ويتمتعون كالبهائم والنار مثوى لهم، فلو كانت الدنيا عند الله تساوي جناح بعوضة لما اغترف منها الكافر شربة ماء، فها هم يتسابقون على الدنيا وزخرفتها والمصيبة أن البعض يؤيدهم؟ ويكفينا أن نرى حالات الانتحار في أمريكا وحدها 250 ألف حالة سنوياً.. ألا تعتقد أنهم لم يجدوا شهوات؟ بلا.. وأكثر متعوا كل الأعضاء إلا (القلب) الذي في الصدر؛ مصدر السعادة وبطارية الجسم.

ألم يعلموا أنهم خلقوا لوظيفة أشرف وهي عبادة الله وحده.

* الحب الزائف

هو الذي تعرف أعراضه: (الهم والحزن واليأس والضيق) ويسمى (الحب الزائف) الذي يجعل الشيطان هو المحبوب، وهو من العيوب.. ولا يقع فيه إلا المراهقون الذين ليس لهم هم إلا الأكل والشرب والعياذ بالله ومن مثلهم؛ وهو فتنة وعذاب من الله.

ألا تعلم أن كل قلب كالوعاء يجب أن يكون فيه محبوباً، فقد أخبرنا خالقنا بدواء هذه العلة المتعبة، فاسمع وقل: سبحان الله..!!

قال صلى الله عليه وسلم (ما في معناه): (لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه من الدنيا وما فيها). ف(لا) تعني الاستغراق مقارنة الإيمانية بالحب.. فانظر إلى المبتلى الذي يقوم بقضاء حوائج حبيبه وينام عن صلاة المحبوب الأعظم الكامل المتعالي عن كل عيب وزلة ونوم؟

انظر إلى حالتهم وشقائهم وادع الله لهم (الفنانين والشعراء، وغيرهم)..

ما أعظمها من بلوى وعذاب عندما لا يشعر الإنسان بأنه في عذاب وابتلاء من الله كأنه في غيبوبة، فالحمد لله بسبب قراءتي للدواء فهو فعال جداً يورث لذة وراحة وسعادة.. ولا ننسى المتحابين في الله يظلهم الله في ظل عرشه يوم الحشر وأي محبة دنيوية تنقلب إلى عداوة وبغضاء.

* المال..

ألا تريد أموالاً وذرية وأمطاراً وبركة في الرزق؟

فأكثر من الاستغفار واهجر الذنوب.. قال تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا(11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}(12) سورة نوح.

فهنا الاستغفار بيقين مع التوبة بشروطها.. وإلا لكان المنافقون أسعد.. فهم كثيرو الاستغفار.. كما أصحاب مسجد الضرار في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم..

قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ(2-3) سورة الطلاق. وتعريف التقوى أن تفعل الطاعة والخير، وترجو ثواب الله وتهجر المعاصي والشر وتخاف العاقبة.. فإن الله يعلم أنك ستتصرف بالمال؛ إن كان خيراً أو شراً.. ويزيده الله إن كان في الصدقة والإنفاق، وفي الحديث: (ما نقص مال من صدقة بل تزده بل وتزده). و(نعم المال الصالح للرجل الصالح).

أما الصنف الآخر، فهو إذا أعطاه الله المال صار وبالاً عليه، فتجده (يهلك الحرث والنسل ويبغي الفساد)، فالمال سيرديه في جهنم، والفقر خير له وصلاح لو يعلم!! {لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(11) سورة الرعد. وفي الحديث (ما في معناه): يأتي بأترف شخص بالدنيا فيغمس بالنار غمسة فيسأله الله: (ماذا رأيت من نعيم الدنيا) فيقول: (لا شيء)، ويأتي بأشقى رجل في الدنيا فيغمس غمسة واحدة في الجنة، فيسأل: (ماذا رأيت من شقاء الدنيا) فيقول: (لا شيء).

اللهم أعطنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد