Al Jazirah NewsPaper Monday  07/07/2008 G Issue 13066
الأثنين 04 رجب 1429   العدد  13066
الرئة الثالثة
كلمات عن هذا.. وذاك!
د. عبدالرحمن بن محمد السدحان

أزمة الأمة الإسلامية:

- هناك من يرى أن أزمة الأمة الإسلامية أزمة وعي شعبي، وآخر يرى أنها ناجمة عن إفرازاتٍ لظاهرة الإخفاق في تحقيق تطلعات أفراد المجتمع نحو حياة أفضل.

- وتعليقاً على ذلك أقول:

1) إن الأزمة المشار إليها هي شيء من هذا، وشيء من ذاك، وشيء كثير بين هذا وذاك! نعم.. جزء كبير من الأزمة يتعلق بقصور الوعي الجماهيري نحو المعادلة الإسلامية في هذا العصر المتلاطم بأمواج الفكر والفتن.. وبدع النفس والجسد!

2) أغلب المسلمين لا يعلمون ماذا يريدون، ولا ماذا يراد منهم أو لهم! وبعضهم يغرق في البحث عن صيغٍ توفيقية بين الدين والدنيا كيلا يفرط بأي من الاثنين أو بكليهما، وقد ينتهي به البحث إلى صيغٍ (تلفيقيةٍ) لا هي إلى الدين في شيء ولا هي إلى الدنيا في شيء، والبعض الآخر ظل السبيل.. فوقع ضحية الإفراط أو التفريط.. واتبع منهجاً أحادياً: إما الجمود والرفض لكل جديد.. باسم الالتزم، وإما الانفلات.. انبهاراً بكل جديد، باسم المعاصرة والتجديد!!

***

- وفي تقديري المتواضع، أن خير الأمور أوسطها، وديننا الحنيف لم يرفض متاع الدنيا ولا زينتها، ما دام ذلك لا يضير بالعقيدة.. ولا ينال من العبادة، أما التطرف في أي من الاتجاهين.. فأمر يرفضه الدين الحنيف، وينكره الطبع السليم!

نظرية (المؤامرة) في الشأن الإسلامي:

- يحلو لبعض المفكرين في الشأن الإسلامي، محلياً وعربياً، القول بأن ما من مصيبة مني ويمنى بها عالمنا الإسلامي في قديمه أو حديثه إلا كانت (المؤامرة) ثانيتها، بمعنى أننا معشر المسلمين ضحية ل(جلاد) خارج حدودنا يتربص بنا الدوائر!

***

- وتعليقاً على ذلك أقول:

1) أتحفظ كثيراً على (توظيف) مصطلح المؤامرة كلما حل بنا خطب، والإصرار على إقحامها في كل ما ينال أمتنا من نوائب الزمان، وأظن أن ما أصاب ويصيب الجسد الإسلامي إنما هو في بعضه من صنع أبنائه!

ويأتي في مقدمة ذلك الأفعال المشينة التي تندرج تحت مظلة (التطرف والإرهاب) التي لا تصيب سوى الأبرياء من الناس.. وتلك أمور لا علاقة لها بالإسلام حتى وإن تدثرت به، وزعمت الجهاد في سبيله، واتخذت من إرث الأسلاف الصالحين مرجعية لها ومنهجها!

**

2) وفي المقابل، لست أنكر أن هناك أعداء لديننا الحنيف في أكثر من موقع في الأرض، يوظفون تلك الأفعال التي يأتيها السفهاء منا لصالحهم.. ويتخذونها (ذريعة) للنيل من عقيدتنا ومن هويتنا، لكن كيف نسمي ما يصيبنا مؤامرةً.. إذا كنا نمنح (الآخر) الحجة والوسيلة للعمل كيداً لنا، أو (تآمراً) علينا!

من أنا:

- طلب مني مرةً أن أعرف نفسي للناس في كلمات، فقلت:

- أنا إنسان له من الحسنات قسط، وله من السيئات قسط، ويطمع أن ترجح أولاهما بالأخرى!

**

- ويقول البعض إنني (دخيل) على بلاط الحرف، وأقول عن نفسي إنني لا أحترف صنعة الحرف، ولكنني أعشق الكتابة منذ نعومة حرفي، وأتسلل إلى (فسطاطها) بين الحين والآخر بما يمليه اجتهادي المتواضع!

**

- ويتهمني البعض الآخر (بالعصبية)، وأفسرها بأنها نوع من (الاحتراق) المعنوي بحثاً عن الأفضل! ويزعم آخرون بأنني (نظامي) جداً، وأرد على ذلك مؤيداً، وأزيد أنني من فرط (نظاميتي) قد لا أنصف نفسي مما يقوله الآخرون عني!

**

- وفيما عدا ذلك، فإن تركيبة (الأنا) في طبعي وخاطري هي جزء لا يتجزأ من منظومة هذا العصر، ماضيه وحاضره، وما بقي لي من أنفاس مستقبله. فإن أعتب على شيء، فإنما أعتب على نفسي، ولن أسقطه على الزمن.. ولا على الآخر. وما عايشته من سراء وضراء على رصيف الأيام.. هو قدري الذي كتبه الله لي، وأحمده قبل كل شيء وبعد كل شيء أن أبقاني حياً كي أشهد من المنافع والنعم ما لم أحلم به في غابر الصغر!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5141 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد