Al Jazirah NewsPaper Monday  07/07/2008 G Issue 13066
الأثنين 04 رجب 1429   العدد  13066
ميثاق حقوق الطالب الجامعي
د. مساعد بن عبدالله النوح

الطالب قبل أن يكون أحد العناصر المهمة للعملية التعليمية، هو إنسان له حقوق حددها الشارع الحنيف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان والنظريات التربوية. يجب أن تفعل من قبل أية مؤسسة تربوية في المجتمع سواء كانت الأسرة أم المسجد أم المدرسة وما في حكمها أم جماعة الأصدقاء وغيرها؛ ليتحقق له الرضا وبالتالي الحضور المرغوب فيه في مؤسسته.

لقد أثبتت بعض النظريات التربوية، مثل نظرية الإدارة العلمية فشلها عندما تعاملت مع الإنسان؛ لأنها ببساطة تنظر له على أنه مجرد آلة يؤدي المهام المحددة له دون الاهتمام به كإنسان، في حين أثبتت نظرية العلاقات الإنسانية جدواها؛ لأنها قدرت الجانب الإنساني لديه.

وهذه الحال تنطبق على الطالب في المرحلة الجامعية، إذ تم التعامل معه بقسوة من قبل إدارة الكلية وبعض أعضاء هيئة التدريس دون تقدير لظروفه الخاصة بحجة أنه طالب مفرغ للدراسة من ناحية، وباعتبارهما جهتين تنفيذيتين من ناحية أخرى.

لقد سعدنا نحن أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود من أخذ الجامعة زمام المبادرة والسبق في الاعتراف الصريح بأن للطالب حقوقاً ويجب حمايتها وإسناد هذه المهمة إلى عمادة شئون الطلاب.

إذ أظهرت كتابات علمية عدداً من أسباب عزوف بعض الطلاب في المرحلة الجامعية من مواصلة الدراسة وجاءت الأسباب المتعلقة بالجامعة من الأسباب المسئولة عن عزوفهم عن الدراسة. ويوافق الواقع توجه مثل هذه الكتابات، إذ لوحظ معاناة عدد كبير من الطلاب من هضم لحقوقهم في جوانب عدة تتعلق بالدراسة في الجامعة سواء من أعضاء هيئة التدريس أو من إدارة الكلية التي ينتمون إليها أو من الجهاز الإداري بها. إذ كان يأتي طلاب لي شخصياً للتدخل في حل مشكلاتهم مع أحد أعضاء هيئة التدريس أو يقدمون لي استياءهم من جدول اختبارات نهاية الفصل الدراسي أومن تزاحم الاختبارات الشهرية للمقررات الدراسية. ... إلخ.

بهذه المناسبة نبارك للجامعة هذا التوجه الذي يشعر كل منتسب لها بتقديرها للجانب الإنساني مهما كان وضعه العلمي والوظيفي في أثناء سعيها لتطوير العمل الجامعي الأكاديمي والإداري. ونذكر بأهمية إصدار ميثاق يتضمن حقوق الطالب الجامعي وآليات حماية هذه الحقوق؛ كما يتضمن هذا الميثاق واجبات الطالب؛ لئلا تترك للمحولات التي قد تصيب مرة وتخفق مرات.

وباعتباري أحد المتابعين لإنجازات هذه الجامعة قبل أن أكون أحد المنتسبين إليها أجزم بنجاح عمادة شئون الطلاب في حماية حقوق طلابها؛ لخبرتها في التعامل مع هذه الفئة من الناس.

كما نبارك لطلاب الجامعة هذا الاعتراف بحقوقهم والعزم على حمايتها ونذكرهم بأن يكون عند حسن ظن الإدارة العليا بالجامعة فيبدأوا بمراجعة أنفسهم وتحديد مواطن الخلل لديهم المسئولة عن ضعف التحصيل العلمي لديهم وعن تدني الدافعية لديهم، فقد توصلت كتابات علمية إلى أن الطالب يفتقر على عدد من القيم المعينة على الارتقاء بثقافته العلمية وبالتالي السلوك العلمي الرشيد.

وبهذا يكتمل العقد النفيس الذي يتعلق بأهم عنصرين للعملية التعليمية، والذي يشتمل شطر منه على حقوق وواجبات الأستاذ الجامعي تحت إشراف عمادة شئون أعضاء هيئة التدريس، والشطر الآخر على حقوق الطالب الجامعي تحت إشراف عمادة شئون الطلاب في إطار جامعة الإنسانية جامعة الملك سعود.

أستاذ مشارك - كلية المعلمين


drmusaedmainooh@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد