Al Jazirah NewsPaper Monday  07/07/2008 G Issue 13066
الأثنين 04 رجب 1429   العدد  13066
في تحليل لجريدة (إيلاف الإلكترونية)
أعداء الشفافية ساءهم إفصاح «الجزيرة» عن أرقامها

فهد سعود وتركي العوين - الرياض

رفض رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) السعودية خالد المالك في حديث خاص لإيلاف الاتهامات الواسعة التي انتشرت عبر مواقع الإنترنت، التي قالت إن إعلان (الجزيرة) عن حجم مبيعاتها كان هدفه جذب المعلنين، وقال إن هذا غير صحيح تماما، وهذه مجرد استنتاجات وفرضيات، فكل معلن يفترض أن يكون على بيّنه ومعرفة بأرقام التوزيع في جميع الصحف، ولكن بعض الصحف لا ترغب بالإفصاح عن أرقام توزيعها، و(ليس هناك مبرر واحد يستطيع أحد أن يقنعك به حين تسأله لماذا لا يعلن أرقام توزيعه).

وأضاف: كل ما ينشر حول هذه الأمور هي مجرد أرقام غير موثقه وغير صحيحة ومبنية على المبالغة، ما لم تعلن الصحف أرقام توزيعها وحتى لو كان هدف الجزيرة استقطاب المعلن كما يقال، فأين المشكلة؟ فالصحيفة أعلنت عن أرقام توزيعها ووثقت ذلك بخطاب رسمي من قبل المرجعية الرسمية، ولم تأتِ بها من الفراغ.

ويأتي تصريح المالك إثر تصاعد الخلاف والاختلافات حول صحيفة الجزيرة وبعد إعلانها عن أرقام توزيعها، وتشكيك مواقع على الإنترنت بالأرقام رغم صدورها من جهة محايدة وهي الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع التي توزع جميع الصحف السعودية. وتزامن هذا مع استعداد الجزيرة للاحتفال بمرور 50 عاما على صدور أول عدد لها في نهاية هذا العام.

أصداء واسعة

ولاقى إفصاح صحيفة الجزيرة عن أرقام توزيعها أصداء واسعة واهتمامات كبيرة بين مؤيد لتوجه الجزيرة بإعلان أرقام توزيعها (منفردة) لأول مرة في تاريخ الصحافة السعودية وهم الغالبية، وبين من ساءه أن يقتصر الإعلان على صحيفة واحدة دون باقي الصحف.

ويتطلع القراء منذ زمن طويل أن تتاح لهم الفرصة للاطلاع على أرقام توزيع الصحف المحلية الأخرى، وفي ظل إعلان الجزيرة عن أرقامها سوف تتزايد هذه الرغبة كما هو متوقع، خصوصاً أن بعض هذه الصحف تستحوذ على عدد جيد من القراء اعتماداً على ما يتناقله الناس عنها وإن لم يكن اعتمادا على مستند رسمي من شركة التوزيع.

شجاعة الجزيرة

وأكد المالك في سياق حديثه لإيلاف أنه صدم من عدم تفاعل الصحف الزميلة مع إعلان (الجزيرة) حول أعداد التوزيع (لأن غالبية الصحف لم تنشر شيئا عن هذه الخطوة، التي كنت أعتقد أنها ستجد الترحيب من الصحف الزميلة، لأن (مغامرة) (الجزيرة) في إعلان أرقام توزيعها منفردة، وجديدة، وفيها الكثير من الشجاعة وفيها ما يشجع بقية الصحف لأن تعلن أرقامها أسوة بالجزيرة). وقال: (كان المفروض أن تحتفي بقية الصحف، مع الجزيرة، وتثني عليها، وتشجعها، وتعاضدها بالنشر عنها، لا أن تتجاهلها وكان الأمر مجرد حدث عادي).

وبينما اعتقد البعض أن إعلان الجزيرة عن أرقام توزيعها يبدو وكأنه موجه بشكل غير مباشر لصحف زميلة، نفى رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك أن يكون الأمر كذلك، وقال: (إنني احترم كل الصحف الزميلة وكل الزملاء ورؤساء التحرير والقياديين والزملاء الآخرين، والإعلان عن أرقام توزيع الجزيرة اقتصر عليها فقط، ولم يشر من بعيد أو قريب إلى أي صحيفة أخرى لا بالمقارنة ولا بمعلومات عنها).

وقال: (إن هذا الأمر ليس موجها لأي صحيفة من الصحف السعودية بلا استثناء, وما يربط الجزيرة من زمالة وصداقة مع بقية الصحف، تمنعها أن تلجأ لمثل هذه الطريقة، ولو تمعن الجميع في الإعلان المنشور في كل الصحف لوجدوا أنه لا يشير إلى أي صحيفة ولم يصنف ترتيبا للصحف ولم يضع الجزيرة في المراكز الأولى أو يضع أي إشارة تسيء لصحيفة أخرى).

وأضاف: (وربما يكون المتضرر أو المستفيد أي كان، من هذا الإفصاح عن التوزيع ، هي الجزيرة نفسها فهي التي استطاعت أن تأخذ بهذه الخطوة دون التفكير بما ستؤول إليه هذه النتائج، ولكنها (مغامرة) كان لزاما على صحيفة الجزيرة أن تخوضها حتى تكون دافعاً لبقية الصحف في الإعلان عن أرقام توزيعها الحقيقية).

وكانت مداخلات كثيرة في بعض مواقع الإنترنت ومن مصدر واحد وجهة واحدة حسبما أكدته صحيفة (الجزيرة) قد جُنِّدت للتعتيم على أرقام الجزيرة التوزيعية وتضليل الناس حولها والتشكيك فيها دون أن يكون لديهم ما يقنعوا به القراء، وكأن الأرقام التي أعلنت تعنيهم أو أنها سوف تلحق الضرر بهم. وفي مقابل ذلك كانت هناك مداخلات موضوعية شجعت الخطوة ورأت فيها حركة إعلامية صحيحة، وأن المستفيد من الإفصاح عن أرقام توزيع أية صحيفة هو القارئ والمعلن على حد سواء وأن هذه الخطوة جديرة بالاحتفاء.

الأرقام من الوطنية للتوزيع

واعتبر رئيس تحرير الجزيرة أن أعداء هذا التوجه، بإعلان أرقام التوزيع، وكل المتضررين من هذا الإفصاح، و من هذه الخطوة لابد وأن يواجهوها بمثل هذه الاتهامات والتشكيك.

وأضاف رئيس تحرير صحيفة الجزيرة أنهم قدموا الأرقام من الشركة الوطنية للتوزيع، وهي أرقام موثقة بخطاب رسمي، من الشركة التي توزع لغالبية الصحف السعودية، وهي شركة لا تملكها الجزيرة، وبالتالي لا يمكن أن تكون هذه الأرقام غير صحيحة ولا يعتد بمن يرمي هذه التهم جزافا لأن الجزيرة اعتمدت على خطاب موثق، ومن يشكك بالأمر عليه أن يطلب شهادة من الشركة الوطنية وسنرى حينها كم عدد مبيعاته.

ويتوقع عدد من المراقبين توجه صحف أخرى خلال الفترة المقبلة نحو الكشف عن أرقام توزيعها ليشتد التنافس فيما بين الصحف للاستحواذ على أكبر نسبة ممكنة في السوق من إعلانات واشتراكات ومبيعات لتشعل بذلك الجزيرة الصحافة السعودية وتعيد التنافس بين كبريات الصحف المحلية وهو ما يعد أمرا إيجابيا من وجهة نظر متابعين كونه سيبرز المواد الأجمل والأكثر احترافية لجذب القارئ ولعل هذه الخطوة تكون مقدمة لشفافية طويلة الأمد من الصحافة السعودية تجاه نفسها في المقام الأول ما يخدم جودتها في الطرح واتساع متابعتها من الجمهور.

وكانت معارك صحفية قد نشأت في السابق بين بعض الصحف بسبب الإعلان من طرف واحد عن أرقام التوزيع، الشيء الذي أثار صحفاً أخرى منافسة، لأن موضوع أرقام التوزيع يتعلق بمسألة إقناع المعلنين والحصول على حصة من كعكة الإعلان المحلي والدولي.

واختتمت (إيلاف) تحليلها وتغطيتها لهذا الحدث المهم بتساؤلها:

ولكن لماذا الهجوم الشرس على صحيفة الجزيرة كونها اعتمدت الشفافية بهذا الإعلان ومن المستفيد من هذا الهجوم وهل هناك ضرر من كشف الصحف عن أرقام مبيعاتها ؟

هذه تساؤلات قد لا توجد لها إجابة شافيه في الوقت الراهن، الأكيد أن خطوة (الجزيرة) بالجدل الذي دار حولها، قد فتحت الباب على مصراعيه لمزيد من التنافس الكبير بين الوسائل الإعلامية السعودية، التي تعد الأبرز على مستوى الخليج والعالم العربي.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد