تُعتبر الجلطات الدماغية من أكثر الأمراض التي تصيب المتقدمين في السن خصوصاً بعد سن الخامسة والخمسين ولا سيما أولئك الذين لديهم عوامل خطورة مؤهبة لحدوث الجلطات.
ولا تزال الجلطات الدماغية تحتل المرتبة الثالثة في قائمة الأسباب المؤدية للوفاة بعد أمراض القلب والسرطان بالرغم من حدوث انخفاض ملحوظ في معدلات حدوثها في السنوات الثلاثين الأخيرة بعد التقدم الطبي في مجال فهم آليالتها وأسبابها، وتقدم العلاج الطبي خصوصاً التأهيلي (العلاج الطبيعي) المساعد في التخفيف من آثار بعدها والوقاية من تكرار حدوثها مرة ثانية.وفي هذا اللقاء نسلط الضوء أكثر على الجلطات الدماغية الأسباب وعوامل حدوث المسبب لحدوث الجلطة ويطيب لنا أن نستضيف في هذا اللقاء الأستاذة الدكتورة منيرة البنيان استشارية أمراض مخ وأعصاب.
الرجال أكثر إصابة من النساء
* ما هي الجلطة الدماغية؟.. وما أسباب حدوثها؟
- هي موت جزء من الدماغ نتيجة نزيف أو خثرة في الشريان المغذي له، تتصف بأنها ذات بداية مفاجئة (دقائق) أو تدريجياً لأعراض وعلامات عصبية، وهي المرض العصبي الرئيس في وقتنا الحالي، تزداد الإصابة بها مع تقدم العمر، والرجال أكثر إصابة من النساء.. أما أسباب حدوثها بسبب خثرة دموية في أحد الشرايين الدماغية، نزيف ضمن الدماغ نتيجة تمزق أحد الشرايين الدماغية بسبب ارتفاع ضغط الدم الحاد.
تناول المسكرات من عوامل الإصابة بالجلطات الدماغية
* وهل هناك عوامل تؤدي إلى الإصابة بالجلطة الدماغية؟
- هناك عدة عوامل وهي: ارتفاع ضغط الدم، السكري، أمراض القلب، التدخين، ارتفاع الكوليسترول وشحوم الدم، تصلبات الشرايين الرئيسة، تناول المشروبات الكحولية بكثرة.
* وماذا عن أعراض الجلطة الدماغية؟
- هناك أعراض إما ذات بداية مفاجئة وحادة أو تتطور بشكل تدريجي خلال ساعات أو أيام وتختلف الأعراض حسب الجزء المصاب من الدماغ وهي: شلل نصفي رخو (عدم القدرة على الحركة) بأحد جانبي الجسم، اضطراب حسي (خدر وتنميل) في أحد جانبي الجسم، اضطراب الرؤية أو (عمى نصفي مفاجئ) أحياناً، التخليط العقلي مع عدم الاستجابة، صداع مفاجئ وشديد، عسر البلع وصعوبة الكلام، فقدان وعي مفاجئ أو تدريجي.
فحوصات هامة للتشخيص السليم للحالة
* وما الفحوصات التي تُجرى في حالة الجلطات الدماغية؟
- عمل فحص أشعة مقطعي أو رنين مغناطيسي على الدماغ، إيكو للقلب ودوبلر للشرايين السباتية والفقارية الرقبية، قياس معدل السكر والدهون في الدم بالإضافة إلى الفحص الإكلينيكي السريري.
الانتعاش القلبي الرئوي
*في حال إصابة شخص بالجلطة الدماغية، ما هي الخطوات الواجب اتباعها مع المصاب؟
- يجب طلب المساعدة الطبية الإسعافية وإذا كان المريض واعياً يجب مساعدته للاستلقاء ووضع رأسه وكتفية مرتفعين قليلاً كما يجب إرخاء أو إزالة أية ملابس يمكن أن تعيق تنفس المريض ومتابعة تهدئته وطمأنته وعدم إعطاء المريض أي شيء للشرب أو الأكل لعدم قدرته على البلع مما قد يسبب الغصة واختناق المريض.. وفي حال فقد المريض الوعي يجب: فتح مجرى الهواء بإمالة الرأس ورفع الذقن وتنظيف المفرزات والسوائل من الفم بقطعة قماش ريثما تصل المساعدة الطبية ولا بد للشخص المرافق للمصاب أن يكون جاهزاً لإعطاء التنفس الإنقاذي وإجراء الضغطات الصدرية (الانتعاش القلبي الرئوي).
* الرعاية الطبية وضبط السكر من المهام الأساسية بعد المعالجة هل يعود الإنسان طبيعياً بعد معالجة الجلطة؟
- الرعاية الطبية العامة وتخفيض معدلات الضغط والسكري والدهون في الدم، واستعمال مسيلات الدم كالاسبيرين وبلافكس وفي حالات خاصة بعض العلاج الطبيعي والتأهيلي وبعض الحالات إذا أحضر المريض في خلال الثلاث ساعات الأولى من حدوث الجلطة مذيبات خاصة.. كما أن الدعم النفسي يحسن حالة المريض وذلك بالإضافة لمحاولة إيجاد الظروف المساعدة لتأقلم المريض مع الوضع الجديد نفسياً بشكل دائم ومستمر وتكثيف العلاج الطبيعي في المنازل خصوصاً إذا كانت خفيفة.
* المتابعة الدورية من أساسيات الوقاية د.منيرة.. قبل أن ننهي حوارنا هل يمكن لنا الوقاية من الإصابة بالجلطات الدماغية وكيف يكون ذلك؟
- بالتأكيد يمكننا هذا وذلك من خلال: ضبط ضغط الدم والمتابعة الدورية للمرضى لتجنب ارتفاع الضغط الحاد وحدوث النزيف الشرياني الدماغي، وضبط سكر الدم عند مرضى السكري والمتابعة الدورية لهم لتجنب المضاعفات على الدماغ، وإيقاف التدخين لتجنب تأثيره على الشرايين الدماغية الدقيقة وكذلك شرايين القلب ولزوجة الدم، بالإضافة إلى الأكل الصحي المتوازن قليل الدسم الغني بالخضراوات والفواكه، والحفاظ على وزن مثالي للجسم، فكما علمنا فالسمنة عامل خطر رئيس لكل من (الضغط، السكري، وارتفاع كوليسترول وشحوم الدم) وهذه كلها عوامل خطرة للجلطة الدماغية.