Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/07/2008 G Issue 13067
الثلاثاء 05 رجب 1429   العدد  13067
عندما كرَّمت جامعة الملك سعود منسوبيها
د. خليل إبراهيم السعادات

في ليلة وفاء جميلة كرمت جامعة الملك سعود بعض أعضاء هيئة التدريس والموظفين المتقاعدين والمتقاعدات، كما كرمت الموظفين المتميزين والمتميزات، كوكبة من الرواد ودَّعت الجامعة نظامياً لكنها لم تودعها نفسياً ومعنوياً وحتى جسدياً، حفل

التكريم الذي اتصف بالحميمية والصراحة شهد أيضاً تكريم أعضاء هيئة التدريس المتميزين والمتميزات في أدائهم الوظيفي في لفتة طيبة تشهدها الجامعة ضمن خطواتها التطويرية.

التقاعد مرحلة للتأمل والتفكير، تأمل في الماضي بجميع تفاصيله وأحداثه ومنجزاته تمر كشريط سريع أمام المتقاعد وتفكير في الحاضر وتخطيط للمستقبل، وقد تزامنت احتفالية التقاعد مع احتفالية التكريم وصاحبتها احتفالية الأساتذة المتميزين، إنه مزيج فريد من النظرة المستقبلية الواعدة لمؤسسة كبيرة وضعت لنفسها منهجاً علمياً واضحاً لتسهم في بناء بلد طموح متجه إلى مستقبل علمي كبير - بإذن الله -.

هذه المعادلة التي صيغت في قالب تكريمي خاص في ليلة وفاء جميلة لم تكن معادلة صعبة يتخللها الكثير من الأرقام الرياضية المعقدة، أو القوالب الفيزيائية أو الكيميائية الجامدة أو غير الجامدة إنما كانت معادلة اجتماعية إنسانية يسهل فهمها وتتضح أهدافها، قدمت مثلاً جميلاً وحياً لأهمية العلاقات الإنسانية في الفكر الإداري الواعي في عالم اليوم، وأوضحت حتمية العناية بالإنسان كثروة بشرية وكاستثمار للحاضر والمستقبل.

هذه المعادلة الإنسانية الاجتماعية الثقافية ستثبت أهميتها وفاعليتها وتأثيرها على مكونات وتركيبات الفكر الإنساني الوظيفي في الجامعة في القادم من الأيام.

في تلك الأمسية الجميلة تحدث الزملاء والزميلات عن الجامعة ومستقبلها القادم بنبرات كلها فرح وتفاؤل بهذا المستقبل، وقيلت كلمات تنم عن الحب والانتماء للجامعة وكانت مشاعر صادقة يحس بذلك من سمعها مباشرة ولم يقصد بها مديح أو إطراء وإنما أتت من قلب وفكر وشعور من تفوه بها ولاقت صدى طيباً عند من سمعها وتلقاها.

عندما ارتجل الأستاذ الدكتور يحيى أبو الخير كلمة المتقاعدين وتساءل هل تركتنا الجامعة أم نحن الذين تركنا الجامعة؟ فأجاب أنه رأى أن الجامعة لم تتركهم وأنهم لم يتركوا الجامعة بل هم عاصروا تاريخ الجامعة العتيد وعاشوا حاضرها الزاهر ويتطلعون إلى مستقبلها المشرق - بإذن الله -.

كلماتٌ صدرت من مفكر وأديب وتربوي كبير وبنظرة أكاديمية ثاقبة وخبرة حياتية رصينة.

وما دمنا جميعاً سائرين على طريق التقاعد فنحن مع الدكتور يحيى نقول: اننا جزء من الجامعة، جزء من تاريخها وحاضرها ومستقبلها قبل التقاعد وبعد التقاعد فهي بيتنا الكبير الذي احتضننا لسنوات طويلة ولن نفي هذا البيت حقه مهما قلنا وكتبنا وعملنا وعلى الله الاتكال.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد