Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/07/2008 G Issue 13071
السبت 09 رجب 1429   العدد  13071
أضواء
مواجهة تشويه الهوية
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ليس جديداً أن تنطلق المبادرات للتصدي للمخاطر التي تهدد وحدة الأمة من مصر، فلمصر الريادة في كثير من الأعمال التي تستهدف الذود عن حياض الأمة ودفع المخاطر عنها.

والتاريخ يكشف لنا أن للمملكة العربية السعودية ومصر أدواراً تاريخية ومواقف قامتا بها مجتمعتين أو منفردتين دفاعاً عن الإسلام والعرب، وأن هاتين الدولتين إن اجتمعتا على عمل هدف الدفاع عن حياض الأمة وفقتا ونجحتا في تحقيق أهدافهما السامية، وآخر هذه الأعمال المجيدة حرب أكتوبر التي حققت ما عُد أعجازاً لن يتكرر حينما حطّم الجيش العربي المصري أسطورة خط بارليف، وألغى ما كان يشيعه الغرب عن جيش إسرائيل الذي لا يقهر..!!

الدولتان الآن أخذتا على عاتقهما قيادة العمل العربي المشترك والتصدي معاً أو منفردتين للأعمال التي تهدد الهوية العربية الإسلامية والأمن العربي القومي.

والآن ودون مواراة تتعرض الأمة العربية والإسلامية لأخطر مراحل التهديد والإلغاء، فالأعداء الذين يتربصون بالأمة لا يريدون بسط هيمنتهم السياسية ولا الاستيلاء على مقدرات الأمة اقتصادياً فحسب، بل إلغاء الهوية العربية وتشويه المعتقد الإسلامي بطبعه بطابعهم المتأثر بمعتقدات وسلوك عنصري.

ولقد تنبهت المملكة العربية السعودية إلى ذلك وحذرت من محاولات طمس الهوية العربية في العراق ولبنان، وحملت كلمات وتصريحات خادم الحرمين الشريفين العديد في التحذيرات حول هذا الموضوع، إلا أن الأمر لا يزال يُمارس وعلى أكثر من صعيد وفي أكثر من مكان.

في العراق يكاد العربي أن يكون منبوذاً، والمسلم القابض على عقيدته من أهل السنة معرض للقتل ومشروع جاهز للشهادة بسبب هيمنة الأغراب الساعين من دون خجل لطمس هوية العراق العربية وعقيدته الإسلامية الصحيحة.

وفي لبنان المحاولات مستمرة ودخلت المرحلة الثانية... مرحلة التشكيك بأصدقاء لبنان والساعين دوماً إلى نصرته ونجدته والحفاظ عليه من تشويه الغرباء.

الأخطر من ذلك توجيه جهود الغرباء إلى مصر... مصر قلب العروبة، وقلعة الصمود، فقد اكتشفت أجهزة الأمن الدولة المصرية توسع محاولات التشيع داخل بعض المحافظات المصرية، وخاصة في محافظة 6 كتوبر التي يقيم فيها عدد من العراقيين اللاجئين الذين قدموا إلى مصر قبل وبعد الغزو الأمريكي للعراق، فقد لاحظت أجهزة الأمن المصرية أن كثيراً من العراقيين الشيعة يحاولون إقناع المصريين بالانضمام إلى المذهب الجعفري، وأنهم بالفعل اقنعوا بعضهم بالتقدم بطلبات إلى وزارة الأوقاف المصرية بفتح (حسينيات) خاصة بالشيعة ليؤدوا الصلاة فيها بدلاً من المساجد، ويمارسوا فيها شعائر الشيعة من لطم وبكاء وتطبير للرؤوس وغيرها من ما يسمونه الشيعة بالمشاعر الحسينية.

على ضوء هذه المعلومات تحركت الأجهزة الأمنية المصرية وعقدت دورات لضباط الأمن لمواجهة هذا الخطر، ولجم محاولات شق المجتمع المصري المسلم، كما تتبعت محاولات نشر التشييع لمحاصرته، فكان أن اكتشفت دور الملحقيات الثقافية الإيرانية في الدول المجاورة، ومن يقيم كلاجئ من الشيعة العراقيين الذين لم يعد وجودهم مبرراً خاصة في ظل وجود حكومة عراقية يقودها ويسيطر عليها الشيعة، والتي لا تعمل على توفير كل ما يريده ويسعى إليه الشيعة، بل وأعطائهم أكثر مما يريدون. ولهذا فإن وجودهم في مصر لا هدف له سوى نشر أهدافهم وسعيهم إلى النيل من هويتها العربية مثلما فعلوا في العراق.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد