السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت على مقالة أ. د. عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ في عدد الجزيرة 13067 ليوم الثلاثاء 5-7-1429هـ بعنوان (تاريخ شبه الجزيرة القديم.. هل من فتوى فيه). وإني وإن لم أكن ممن يقدرون على الفتيا في مثل هذا الموضوع, كوني ربما لا أزيد كثيراً عن ما أشار إليه الدكتور بقوله عن نفسه (من قلة قراءته، وربما السطحية في بعض جوانب تاريخ شبه الجزيرة العربية القديم)... وقد كانت المقالة تدور حول مكان مملكة سبأ، التي كانت ملكتها بلقيس في عهد نبي الله سليمان عليه السلام؛ هل كانت في جنوب الجزيرة العربية أم في شمالها؟ وطلب في نهاية مقالته عن (الرأي الحاسم بالنسبة لمملكة سبأ في عهد الملكة بلقيس، أكانت جنوبية أم شمالية؟)
إني أعتقد أن الرأي الحاسم كان سيجده الدكتور لدى الجمعية الجغرافية السعودية، والدكتور مسجل كأول عضو من بين أعضائها، إضافة إلى الأخ الدكتور يحيى أبو الخير الذي ورد ذكر اسمه من بين الحاضرين في المجلس الذي نوقش فيه موضوع مملكة سبأ. كما أن الدكتور كان في رئاسة الجمعية الجغرافية السعودية فترتين متتاليتين, قبل أن يصبح رئيساً للجمعية الجغرافية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
لقد نظمت الجمعية الجغرافية السعودية رحلة علمية ناجحة لأعضائها إلى الجمهورية اليمنية (بلاد اليمن السعيدة) في الفترة من 10 إلى 15 ذو القعدة 1428هـ الموافق 20-25 نوفمبر 2007م. وكان لي شرف المشاركة فيها كوني عضواً في الجمعية. وقد كان برنامج الرحلة حافلاً بالكثير من التنقلات والمشاهدات وتوثيق المعلومات في نواحي عديدة يصعب تفصيلها في هذه العجالة. إلا إني أشير إلى برنامج (اليوم الثاني): (الخميس 12 ذو القعدة 1428هـ - الموافق 22 نوفمبر 2007م):
زيارة مدينة مأرب:
1- زيارة مدينة مأرب القديمة.
2- مسجد سليمان.
3- سد مأرب القديم.
4- شبكة قنوات الري والجنتين.
5- السد الجديد.
6- معبد عرش بلقيس (بران).
7- معبد محرم بلقيس (أوام).
8- البئر القديمة وجبل البلق.
9- المرور بالحمام الطبيعي (الخدرة) يبعد عن مدينة مأرب 30 كم.
10- المرور بمدينة براقش (قرناو) عاصمة الدولة والحضارة المعينية، والتي كان لها مستوطنة (ديدان) في الحجاز التي حددتها النقوش منذ القرن الرابع قبل الميلاد.
ففي ذلك اليوم قمنا بزيارة معبد عرش بلقيس في بران من ضواحي مدينة مأرب, ومعبد محرم بلقيس في أوام في مكان لا يبعد كثيراً عن سابقه، وقد وثقنا بالصور - التي آمل إرفاق ولو واحدة منها - تفاصيل المعبد ودقة بنائه بطريقة تسمح للشمس بأن تدخل إليه من خلال أعمدة موجهة بعناية فائقة نحو الشرق. كما شاهدنا موضع عرش الملكة بلقيس, بل وأبعد من ذلك؛ رأينا المكان الذي خصص للهدهد أن يحط فيه كلما أتى برسالة (وهذا ربما يشير إلى تكرار المرات التي حمل فيها الهدهد رسائل النبي سليمان عليه السلام إلى الملكة بلقيس لدرجة أنهم خصصوا له مكاناً يحط فيه). وربما كان من المفيد أن نذكر بأن مؤسسات ألمانية هي التي تقوم بعمليات التنقيب والحفر بتمويل من جهات لم يصرح عنها!؟
إني آمل أن يكون في هذا توضيح للتساؤلات التي وردت في مقالة الدكتور عبد العزيز... ولا يفوتني أن أتوجه بسؤال للدكتور محمد شوقي مكي، رئيس الجمعية الجغرافية السعودية الحالي؛ عما إن كانت هناك معوقات حالت دون نشر ولو موجز يمثل خلاصة لمثل هذا الإنجاز للجمعية. وهذا بطبيعة الحال لا يبرر للدكتور عبد العزيز، ولا للدكتور أبو الخير عدم معرفتهما بنتائج هذا الإنجاز؛ وقد كانا، ولا يزالان من أساطين الجمعية الجغرافية السعودية... (علامات استفهام كبرى توجه لنا جميعاً أعضاء الجمعية ؟؟؟؟)
حسن بن على خياط
عضو الجمعية الجغرافية السعودية