تلقيت رسالة عبر البريد الإلكتروني من دارة الملك عبدالعزيز -الموقرة- بتاريخ 5 محرم 1429هـ الموافق 13 يناير 2008م، تعقيباً على المقال المنشور لي بالجزيرة بعنوان (قصة التوحيد والبناء وقناة الدارة) بتاريخ 11 رجب 1428هـ، مفاده أن الدارة ستعرض المقال على اللجنة العلمية، وستتم مناقشة ما تضمنه من اقتراح. وهذا ما يدعو إلى التفاؤل بأن هناك من يسمع الأصوات ومن يقرأ الأقلام ولله الحمد.
إن التاريخ ممارسة ثقافية مفتوحة أمام الجميع. ودراسته لا تحتاج إلى تدريب خاص أو تمرينات معقدة، وإنما تحتاج إلى مهارات بسيطة يمكن لأي إنسان اكتسابها بقليل من الجهد الذاتي، ودون مساعدة خارجية متخصصة، ويبقى أن ما يميز مؤرخًا عن آخر هو الموهبة والقدرة على تلمس الحقائق من بين المصادر. ولعل هذا كان السبب في أن الكتابات التاريخية التي ظهرت كانت كلها مكتوبة بأقلام مفكرين لم يتخصصوا -بشكل أو بآخر- في الدراسات التاريخية.
تصدر الدارة مجلة دورية ربع سنوية وبما أن الدارة جهة مسؤولة عن تاريخ المملكة بوجه عام وتاريخ الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -رحمه الله-، لذا نحن أحوج ما نكون إلى إنشاء (مجلة تاريخية) متخصصة لتكون منبراً من المنابر المقروءة والتي ترصد أحداثاً تاريخية قد غابت عن بعض المؤرخين لهذه الدولة أو تكون سقطت سهواً لأسباب ما، وبهذا نكون قد أنصفنا الرجال الذين صنعوا تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث كما سماه والدنا سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
تركي بن ناصر الموح
عضو جمعية الإعلام والاتصال السعودي
turki.mouh@gmail.com