سررنا كثيراً في مكتب صحيفة (الجزيرة) بعنيزة بالزيارة التي قام بها نائب رئيس لجنة أهالي عنيزة الأستاذ مساعد بن عبدالله السناني، حيث التقى بالزميل محمد العبيد مدير المكتب والزملاء الإداريين الذين قدموا له التهنئة بمناسبة انتخابه مؤخراً نائباً لرئيس لجنة الأهالي خلفاً للأستاذ إبراهيم العبيكي الذي قدم استقالته. وشخصياً كانت فرصة جميلة بالنسبة لي أن حضرت اللقاء الذي تمحور الحديث الودي فيه حول الشأن الإعلامي بشكل خاص، والعمل الاجتماعي على وجه العموم، حيث يمثل الأستاذ السناني واحداً من الرموز الإعلامية، بالإضافة إلى جهوده المشهودة والتاريخية في المجالات الاجتماعية والإنسانية، فيما تم التعريج على المقال الذي كتبه الزميل العبيد حول ابتعاد رجال المال والأعمال من أبناء عنيزة عن الوقوف مع محافظتهم في مجالات الاستثمار، والذي نشر في عدد الجزيرة 13060 بتاريخ 27- 6-1429هـ حين قدم الزميل العبيد الشيخ سليمان الراجحي كأنموذج لرجل الأعمال الذي يقدم الكثير مستشهداً بتبرعاته لعدد من المدن والمحافظات، ومع التأكيد على الدور الكبير لرجال الأعمال في دفع عجلة التقدم في كافة المجالات، وما هيأته الدولة للمواطن من سبل المشاركة المثالية في بناء مجتمعه ومؤازرة جهودها وبذلها وعطاءاتها. تركز الحديث على مجتمع عنيزة منذ القدم في تأصيل مبادئ العمل الاجتماعي والخيري والتطوعي وكون عنيزة رائدة في هذا المجال بأبنائها الذين كانت وما تزال لهم مساهماتهم الكبيرة في هذه المجالات، حيث برزوا وأبدعوا في قيادة عمل اجتماعي ضخم عبر تاريخ امتد لعشرات السنين. وتطرق الأستاذ السناني إلى العديد من الأعمال والمشروعات التي جاءت كمساهمات من أبناء عنيزة مستشهداً بعدد من المراكز الاجتماعية والإنسانية والصحية والتعليمية ومنها عنيزة مول - الزامل 130 مليون ريال، ومركز علي الجفالي للرعاية والتأهيل 45 مليون ريال، ومركز علي التميمي للتربية الخاصة 16 مليون ريال، وأكاديمية الحنطي للتدريب 8 ملايين ريال، وواحة الزامل للعلوم 33 مليون ريال، ودار الأيتام - عبدالعزيز الزامل 5 ملايين ريال، ومركز صحي الزهرة - محمد السلوم 3.5 ملايين ريال، ومركز أحمد الجفالي للكلى أكثر من 6 ملايين ريال، وتبرع السبيعي لإنشاء مستشفى للتأهيل 25 مليون ريال، ومركز محمد حمد الشبيلي العلمي 12 مليون ريال، ومدرسة لولوة النعيم 5 ملايين ريال، ومجمع العليان التعليمي 15 مليون ريال، وتبرع أسرة البسام المقيمة في البحرين بمركز للسكر 5 ملايين ريال، فضلاً عن المبادرات الدائمة التي جاءت كدليل صادق ومعبر على أن مجتمع عنيزة عرف بالتكاتف وثابر على تأكيد ذلك سواء دعت الحاجة، أو بالفكر الاستباقي والتخطيط بالريادة وتلمس المطالب من خلال نظرة مستقبلية تأتي بالتشاور في حالات عديدة، فتجد من يتصدى لها دون عناء، تأكيداً لمبدأ المبادرة التي عرفت عنه. فيما علق الزميل العبيد بأن أحداً لا يساوره الشك في ما ذكره الأستاذ السناني، مع تأكيده على أن الحاجة تدعو لإقامة المشروعات التجارية والاستثمارية التي تساهم في تعزيز عوامل ومقومات الاستثمار، وتغري بإنشاء المزيد من مشروعات تجارية تفتقدها عنيزة، وخاصة في مجال الاستثمارات الفندقية التي لا تكاد تذكر في عنيزة مقابل ما يبذل فيها من جهود في المجال السياحي، والذي يمكن له تحقيق أعلى درجات النجاح بتوفر السكن المناسب وفي مقدمته الفنادق التي يجب على أبناء عنيزة القادرين أن يلتفتوا إليها كجانب مساعد على الرقي بالمستوى السياحي، بالإضافة إلى المجمعات والمراكز التجارية الكبرى، وجميعها عوامل جذب للزائر أو العابر. اللقاء الذي اتسم بالشفافية جاء امتداداً للقاءات كثيرة حرص من خلالها مسؤولون ووجهاء مجتمع ومواطنون على زيارة مكتب الجزيرة بعنيزة تواصلاً مع مؤسسة إعلامية رائدة أثرت جوانب متعددة ذات علاقة بالوطن ومنجزاته والمواطن وتلمس احتياجاته وتلك أمور تأتي بالنسبة للجزيرة ومنسوبيها في المقدمة دائماً.
فهد الصالح الفاضل - عنيزة