Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/07/2008 G Issue 13071
السبت 09 رجب 1429   العدد  13071
في خاطري شيء
مَنْ كمّم أفواه أرانب الاتحاد؟
صالح الحمادي

أقوى ما في الاتحاد كنادٍ وككيانٍ جمهوره وصوته الإعلامي، بل إن صوته الإعلامي يقود مسيرته ويرسم خارطة الطريق على مدى التاريخ، وهذه شهادة تاريخ للاتحاد وصحافته التي تصنع الحدث ويلهث البقية من بعدها.

في السنوات القليلة الماضية تغيرت الظاهرة الصوتية الاتحادية، وتوقف هذا الصوت القوي المعبر في محطة الدهشة، وتركوا الغبار يعلو مكاتبهم وأقلامهم تعاني من صدى الأيام؛ ولذا كان تعليق رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن فهد سوط نقد لاذع لهذه الصحافة التي امتهنت العزف على أوتار البلوي ولا شيء سواه.

ونعيد السؤال بصيغة استئنافية: مَن كمم أفواه هذه الأقلام وحولها إلى أفواه وأرانب على طريقة فيلم أفواه وأرانب؟

البلوي المتهم والبريء في آنٍ معاً بل إن حقبة البلوي شهدت انزواء أغلب الأقلام الاتحادية خلف الصمت، والبعض فضّل الركض في اتجاهات بعيدة عن واقع الاتحاد، والبعض رضي بدور القلم والطبلة، وبين هذه النوعيات ضاعت حقيقة أوضاع الاتحاد وضاعت مشاريعه التي تدر ملايين في زمن الغفلة، وضاعت صفقات اللاعبين العالميين، وضاعت مؤتمرات الفلاشات والتطبيل الإعلامي، وضاع مشروع (إتي برشا)، وضاعت عقود استثمارية في كل الاتجاهات، وضاعت أيضاً رموز النادي الشرفية الذين التزموا الصمت أو التواجد السلبي كما هو واقع صحافة الاتحاد.

بقي في الدائرة جمال عارف ونبيه ساعاتي وعثمان أبو بكر مالي وعبد الرحمن القرني، وصمت صانع الجيل الصحفي الاتحادي وهو معذور لأن في فيه ماء، وتوارى كثر لأن مناخ العمل يحاصرهم بتهمة الحقد على البلوي إذا انتقدوه وتهمة القبض إذا امتدحوه.

البلوي رجل مرحلة وله إيجابيات كثر، ويكفي قيادته للاتحاد للعالمية عبر تحقيق بطولة أندية آسيا مرتين متتاليتين وبطولة كأس العرب وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين في آخر نسخة رسمية له، وحقق إنجازات يصعب رصدها في مقال، لكن سلبياته تمادى فيها مع توافر خطوط خلفية وأمامية تدافع ببسالة وتداري على هذه السلبيات؛ لأن الأفواه والأرانب تمشي جنب الحيطة وتدعم شخصاً على حساب كيان عظيم، ونسوا أن الكيان كبير لا ينحني للأشخاص مهما كانوا.

لقد كانت صحافة الاتحاد قبل البلوي لا ترحم أحداً أبداً، وتضع أي اسم مهما كان تحت المقصلة، بينما البلوي خرج من ورطة مقصلة الصحافة ليقدم عملاً جيداً أحياناً وعملاً رديئاً أحياناً أخرى وهو مطمئن في كل الأحوال.

صحافة الاتحاد أفردت خبراً على ثمانية أعمدة الأسبوع الماضي بعنوان موحد (البلوي ينقل غوينم القادسية للاتحاد)، وامتدحته بكل عبارات الإطراء، واتضح فيما بعد أن الشيكات موقعة من رئيس النادي جمال أبو عمارة، وأن المبلغ سيسلم للقادسية فور دخول مبالغ الشركة الراعية (الاتصالات) لخزينة النادي، يعني البلوي لا دخل له بالصفقة. هل هذه مهنية محترمة؟ وهل وصل بنا الإسفاف والاضمحلال إلى درجة تجيير العمل الجماعي إلى شخص واحد فقط؟ مَن يستفيد من هذا التضليل؟ ولماذا يسمح رئيس هيئة أعضاء الشرف ورموز النادي بهذا التهميش للعمل الجماعي وتحويله لشخص من أجل تلميعه بمناسبة وبدون مناسبة؟؟

البلوي تسلم مسؤولية التعاقد مع ثنائي أجنبي للفريق الكروي ففجّر المفاجأة بالتعاقد مع اللاعب الجزائري هداف فريق بانثونيك اليوناني، واتضح أن الصفقة لم تتم، ثم فجّر مفاجأة مدوية بالتعاقد مع اللاعب المصري محمد زيدان المحترف في الدوري الألماني، وهللت نفس الصحافة ونشرت السبق في صفحاتها الرئيسية، وحددت المبالغ المالية المدفوعة والمميزات الفنية للاعب، واتضح أن الصفقة لم تتم، وأن اللاعب باق في فريق هامبورج الألماني.

مَن يضع حداً لصفقات الاتحاد الفلاشية؟ ومَن يعيد صحافة الاتحاد إلى سماء الحرية والتألق؟ ومَن يخرجها من هذا النفق الضيق الذي اختارته على طريقة لبست ثوب العيش لم أستشر، نستجير بالله.

قناتنا الذهبية

مهما تعرضت قناتنا الذهبية الرياضية للانتقاد فالمهم أن صناع القرار يعلمون حجم العمل المقدم من فريق العمل بهذه القناة المتقدة حماساً وتألقاً وإبداعاً رغم محدودية المساحة التي يتحركون فيها.. الوسط الرياضي يتابع ويترقب (99) المميز واختلاف والمؤتمر وكشف حساب والدليل القاطع وبقية البرامج الجذابة التي أجبرت الجميع على متابعة القناة والتلذذ بسهراتها بعد جفاء سنوات وسنوات في زمن التوهان والبرامج المحنطة.

القائمون على القناة يتعرضون لعاصفة من النقد الظالم وجميع الوسط الرياضي يعلمون أن حرب الألوان هي محور النقد، وهذه كارثة في حق ممارسي الطرح الملون وحق شرف المهنة.

الاتحاد فوق والبقية بعد

مهما كانت نتوءات الزمان يظل الاتحاد ككيان شامخ لا ينحني للعاصفة، في الموسم الماضي تعرض الاتحاد لهزات عنيفة وصلت إلى سبع درجات أحياناً بمقياس رختر، ورغم هذا صمد وكافح ونافح من أجل تحقيق الدوري وكأس الأبطال وطارت منه لأسباب لا يجهلها أنصار النادي، والشيء الذي يعوض هذه الجماهير المغلوبة على أمرها التتويج الذي حصل عليه النادي من أكبر مؤسسة عالمية لكرة القدم (الفيفا) الذي نصبه زعيماً لآسيا؛ فقد أورد الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تقريراً متكاملاً عن نادي الاتحاد السعودي بمناسبة مرور 85 عاماً على تأسيسه؛ حيث ذكر الموقع العديد من المعلومات القيمة عن الاتحاد واعتبره أقوى الفرق في قارتي آسيا وإفريقيا، وهو النادي الأول في المملكة، والنادي الأول على آسيا وقوته جعلته النادي الوحيد في آسيا الذي تمكّن من تحقيق بطولة دوري أبطال آسيا مرتين متتاليتين، وهذه الإنجازات منحته لقب نمور آسيا، يعني الاتحاد فوق والبقية من بعده.

وتطرق الموقع إلى أبرز المحطات وأهمها وهي حصوله على المركز الرابع في بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في اليابان، والتي قدم خلالها مستويات متميزة أجبرت رئيس الفيفا جوزيف بلاتر على الإشادة الكبيرة بنادي الاتحاد والاعتذار عن الأخطاء التحكيمية التي تسببت في خسارة الفريق لمباراته أمام ساوباولو البرازيلي وحرمته من الوصول إلى النهائي بعد فوزه الصريح على الأهلي المصري بطل قارة إفريقيا في المباراة الافتتاحية في مونديال أندية العالم.

الرئيس الذهبي منصور البلوي بدعم خفي وقوي من عبد المحسن آل الشيخ وعد بنقل فريقه للعالمية، وحقق ذلك بعد أن صرف حوالي ثلاثمائة مليون ريال، وجعل فريقه (بعبع) للأندية المحلية الإفريقية والآسيوية، وكان على مشارف تحقيق إنجاز غير مسبوق بعد وصوله للدور ربع النهائي في بطولة الأندية الآسيوية 2006 لولا مجاملة عواجيز الفريق وفي مقدمتهم مرزوق العتيبي وأحمد الدوخي وإبراهيم السويد وتصرفات سعود كاريري الرعناء التي أقصت الاتحاد من البطولة أمام فريق الكرامة السوري رغم أفضلية الاتحاد وترشيح كل النقاد له للاحتفاظ باللقب الآسيوي.

أشياء...... وأشياء

- ذكرني مشجع نصراوي بدعم النصر للهلال بالتنازل عن قضية الحارس حسن العتيبي وقضية المدرب البرتغالي آرثر جورج، كما ذكرني آخر بقضية بشار والهويدي في كشف حساب لا ينتهي بين القطبين.

- صحافة الاتحاد في السنوات الأخيرة (شاهد ماشفش حاجة)، وهذه كارثة لجيل صنع أجيالاً من الإعلاميين البارزين.

- تلقيت انتقادات واسعة النطاق من بعض زملاء الحرف ومنهم الزميل العزيز محمد أبو هداية ولكن سأظل على منهجيتي إذا قدم البلوي عملاً جيداً سأكون أول المحتفين به، وإذا كانت صفقات فلاشات فلن أسكت عن ذلك أبداً.

- أتمنى أن يستعين الاتحاديون على قضاء حوائجهم بالكتمان ولو في صفقة واحدة فقط.

- وأتمنى عدم جلب أي لاعب بنظام الإعارة وإنما انتقال كامل لأن تجارب الاتحاد مع نظام الإعارة لا تغري.

- تعاقد الاتحاد مع اللاعب المغربي نور الدين بخاري أول صفقة تتم بدون طربقة الفلاشات، وإذا عُرف السبب بطل العجب.

- الاتحاد الأول في التصنيف العالمي والهلال على بُعد خطوتين وهذا الفرق بين الإنجازات المحلية والخارجية.

- أرجو إلا يكون الهلال نموذجاً سيئاً للتعاقدات مع الشركات الرعاية حتى وإن كان مظلوماً بعقده الحالي قياساً بشعبيته وإنجازاته المحلية والخارجية.

- يقول صفوة البشر محمد صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم المداحون فاحثوا في وجوههم التراب).



للتواصل alhammadi384@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد