Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/07/2008 G Issue 13072
الأحد 10 رجب 1429   العدد  13072
لما هو آت
ميثاق أخلاق... !
د. خيرية إبراهيم السقاف

بكل تأكيد هناك من قدم مقترحا أو أكثر حول مواثيق الأخلاق التي تحاصرها منتجات الفضائيات في محيط الفضاء العربي.. بل هناك على الأصعدة الرسمية من قدم جداول العمل لبث قوانين ما يُقبَل وما يُرفَض... وما يُقر وما يُمنع.. وما يُسمَح به ومالا يُتَجاوز عنه..

وقد تصل النزاعات الفكرية حول هذا التبنِّي حدَّاً يدخل الموضوعات في بعضها ولا يفنِّد الأغراض من وضع هذه المواثيق بحيث تقتصر حصراً على ما يتعلق منها بمصادر خبرات الفرد في المجتمع العربي والمسلم بفئاته العمرية المختلفة.

وقد يصل الجدل حول موضوع الحريات الشخصية في دائرة مفهومٍ مطَّاطٍ للحريات الشخصية التي يتبناها كل من يفتِّت روابط التكامل بين (كل) مكونات الأخلاق، من الدِّين والتربية والمعارف العامة والسياسة والمعاملات التبادلية والقوانين والأنظمة و... و... نحوها..

وقد تتعطل أية مساع جادة لوضع هذه المواثيق الملحة تصادما مع هذه الآراء على أن ليس هناك حراس على الحريات الشخصية أو الفكرية إلا أصحابها.. والحرية تُكتسَب وتُمنَح من خلال مفهوم الإنسان عن ذلك الخط الفاصل بين حد الإنسان الخاص والحد الخاص لما ولمن عداه... وتجاوز هذا الخط هو الانتهاك الحقيقي لحرية الإنسان، لحريته الذاتية قبل حرية غيره..

من هنا نجد أن الحريات تداخلت في نسيج معقَّد في ضوء انزياح هذا التداخل المنفتح للحدود الخاصة جدا لحريات المجتمعات وفق تكويناتها الأخلاقية..

إن بعث الأنبياء والرسل وختم رسالات السماء بمحمد عليه الصلاة والسلام ليتمم مكارم الأخلاق إنما هي رسالة سماوية من خالق الإنسان العالم بخلقه... لجعل الأخلاق رابطا لكل ما تؤول إليه وعنه مسالك الحياة... تلك التي الفاعل فيها هو الإنسان..

وفي ضوء تعويم ميثاق الأخلاق.. وما يرتبط به من مواثيق أخرى ما يجعل الجدل عقيما حول وضع حرية الفضاء.. ومن ثم حرية الإنسان.. سواء فيما تبثه قنواته وترسله أقماره.. أو فيما تسخِّره أجهزته وتقانته.. ومنجزاته..

فيما لو تم إنجاز هذا الميثاق واتفق عليه تقديراً لما تتيحه هذه المنجزات والمكتشفات المسخَّرة بمعرفة متفوقة من الاستفادة يتحقق التوازن في صالح مفهوم الحريات والحفاظ على أواصر تركيبة المجتمعات تلك التي في تفاوتها واختلاف عناصرها والحفاظ على أصولها وثوابتها ما يجعل الجديد نعمة لا نقمة...

فمتى يتحقق وجود ميثاق الأخلاق لوسائل التواصل الحديثة..؟ دون إغلاق مجحف بفائدة أو انفتاح مجحف بقيمة..أو مذوِّب لحرية... ؟



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد