Al Jazirah NewsPaper Friday  18/07/2008 G Issue 13077
الجمعة 15 رجب 1429   العدد  13077
أهيب بقومي!
العالم الجليل عبدالله العقيل.. الرسوخ في العلم والوسطية المطلوبة! (1-2)
فائز بن موسى البدراني الحربي

يسَّر الله لي مؤخراً زيارة الوالد العالم العامل والشيخ الجليل عبد الله بن عبد العزيز العقيل، وحصلت منه على جملة من الهدايا كان من أجملها كتاب ألَّفه عنه تلميذه النابه محمد زياد بن عمر التكلة، بعنوان: (فتح الجليل في ترجمة وثبت شيخ الحنابلة عبد الله بن عبد العزيز العقيل). وقد يسَّر الله لي قراءة هذا الكتاب الوافي عن الحياة العلمية والعملية لهذا العالم الموفّق إن شاء الله، فألفيته كتاباً شاملاً لسيرة الشيخ ومشايخه وتلاميذه ومسيرته العلمية والعملية بمعلومات وافية ودقيقة، وإخراج جميل، وتبويب مرتب، يجعله سفراً مليئاً بالأخبار والمقابلات والمراسلات والنوادر والتواريخ المهمة لمواليد العلماء ووفياتهم وسيرهم.

ولد الشيخ عبد الله في مدينة عنيزة بالقصيم سنة 1335هـ، فهو الآن يناهز الخمسة والتسعين عاماً، زاده الله خيراً، ونشأ في بيت علم وفضل وصلاح، فوالده عبد العزيز كان من طلبة العلم والأدب، وعمه عبد الرحمن (ت 1372هـ) من حفظة كتاب الله، تولى قضاء جازان من عام 1354هـ إلى 1358هـ. واتجه الشيخ إلى طلب العلم مبكراً، وكانت بدايته في كُتَّاب الشيخ عبد العزيز بن محمد بن سليمان آل دامغ، بجوار مسجد أم حمار بعنيزة وذلك عام 1348هـ. ثم كان من أوائل الطلبة الذين دخلوا المدرسة الأهلية التي أنشأها الشيخ صالح بن ناصر بن صالح في حي البرغوش بعنيزة سنة 1348هـ، كما دخل مدرسة الشيخ عبد الله القرعاوي في السنة نفسها أيضاً ودرس فيها القرآن والأصول الثلاثة، والفرائض والتجويد والنحو وغيرها.. وفي سنة 1349هـ انتظم في حلقات العلاَّمة الشيخ عبد الرحمن بن سعدي (ت 1376هـ)، ودرس عليه القرآن والتفسير والحديث والعقيدة والفقه وأصوله والنحو، كما درس على غيرهم من المشايخ الكبار في بلده آنذاك، ثم درس فيما بعد على العديد من كبار العلماء خارج عنيزة ولازم بعضهم واستفاد منهم كالشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبد العزيز بن باز وغيرهم، في الرياض ومكة والمدينة وجازان وغيرها، رحم الله الجميع.

وقد حج الشيخ حجته الأولى سنة 1353هـ، وعاصر حادثة الاعتداء على الملك عبد العزيز في الحرم، وفي عام 1354هـ انتقل إلى جازان مرافقاً لعمه عبد الرحمن الذي عيّن قاضياً فيها، وهناك جالس العديد من علماء جيزان أمثال قاضيها وأديبها علي بن محمد السنوسي (ت 1363هـ)، والفقيه عقيل بن أحمد حنين، والأديب محمد بن أحمد العقيلي، والفقيه علي بن أحمد عيسى، والشيخ علي محمد صالح عبد الحق، وغيرهم.

وفي عام 1358هـ بدأ حياته العملية قاضياً في أبي عريش في منطقة جازان، وكان عمره لا يتجاوز ثلاثاً وعشرين سنة فقط، لكن نباهته وعلمه لفت انتباه المشايخ ومن ورائهم الملك الحريص على تتبع الرجال الأكفاء، وإلحاقهم بالخدمة. وفي عام 1365هـ نقل إلى قضاء الخرج، ومنها نقل إلى محكمة الرياض عام 1366هـ، ثم عيّن قاضياً في عنيزة في ذي القعدة عام 1370هـ، ثم أعيد إلى الرياض عام 1375هـ بعد تعيينه عضواً في هيئة الإفتاء بترشيح من المفتي العام الشيخ محمد بن إبراهيم، ثم نقل في عام 1391هـ إلى هيئة التمييز بالرياض، ثم عضواً في الهيئة القضائية العليا، ثم عضواً في مجلس القضاء الأعلى، إلى أن أحيل على التقاعد عام 1406هـ، ليتفرغ إلى التدريس وأعمال البر، بعد أن عمل في الدولة أكثر من خمسين عاماً، وعمل في القضاء مع خمسة ملوك وهم الملك عبد العزيز والملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد