Al Jazirah NewsPaper Friday  18/07/2008 G Issue 13077
الجمعة 15 رجب 1429   العدد  13077
هبوط مفتعل يستغل إعلان منتصف الجلسة ويفقد المؤشر 390 نقطة في يوم..
سوق الأسهم يخسر 656 نقطة خلال 7 جلسات تداول

«الجزيرة» - د. حسن الشقطي:

أغلق سوق الأسهم هذا الأسبوع عند 8861 نقطة خاسراً حوالي 154 نقطة، وهو هبوط مستمر للأسبوع الثاني على التوالي، حيث خسر السوق خلال العشرة أيام الأخيرة فقط حوالي 656 نقطة .. ورغم عنفوان النزول يوم الثلاثاء الماضي والذي بلغ نحو 392 نقطة، ورغم الارتداد الذي حدث يوم الإغلاق الأسبوعي (الأربعاء) والذي ربح فيه المؤشر حوالي 154 نقطة، إلاّ إنّ جميع المتداولين والمراقبين لا يزالون مشتتين في رحلة مضنية للبحث عن مبررات منطقية لما يحدث بالسوق .. لدرجة أن معضلة الاكتتابات وسحبها لسيولة السوق عادت من جديد .. كما أن البعض ذهب إلى أن سياسة عمق السوق في حد ذاتها تتحمل جزءاً كبيراً من مسئولية الاضطراب بل إن سياسات إصلاحية أخرى ربما تكون سلبت مزايا أكثر مما أتاحت من إيجابيات .. والضعف المستمر للسيولة المتداولة ما بين 6 إلى 8 مليارات ريال بدأ يثير ما هو أسهل من ذلك وهو مدى مناسبة فترة التداول الحالية ومدى تأثيراتها على ضعف السيولة .. فماذا حدث؟ وكيف حدث هذا الهبوط وهل للمضاربات دور حقيقي فيه؟ وما هي دلالات هبوط سعر سابك بالذات؟ وهل لنتائج أعمالها دور فيما يحدث من هبوط للمؤشر العام؟ وإلى متى سيترك السوق لعشوائيات الرغبة الاستثمارية الفردية عند كل نتائج ربع سنوية؟ وهل استعادة المؤشر لمستوياته فوق الـ 9500 أمر يسير أم أن مرحلتها قد انتهت؟

المؤشر يخسر 656 نقطة

خلال 7 جلسات تداول

انحدر المؤشر من مستوى 9517 نقطة في السابع من هذا الشهر إلى أن أغلق عند 8861 قبل أمس .. ليخسر 656 نقطة خلال عشرة أيام فقط، وهي خسارة تعتبر عالية خلال فترة قصيرة .. بشكل يمكن اعتبارها هبوطاً عنيفاً .. والهبوط في حد ذاته سمة رئيسية لأسواق الأسهم، إلا إنه عندما يكون عنيفاً ينبغي أن يكون لسبب معروف ومنطقي .. وحتى يوم الثلاثاء الماضي لا يوجد مستجدات يمكن التعويل عليها لتفسير هذا الهبوط المستمر.

إعلان الثلاثاء واضطراب المؤشر

أعلنت شركة تداول في منتصف جلسة تداول الثلاثاء عن استعداداتها لتطبيق تعديل وحدة تغير سعر السهم بإجراء الاختبارات الفنية والتنسيق مع شركات الوساطة ومزودي خدمات معلومات السوق، وسيتم الإعلان عن موعد التطبيق النهائي لوحدة تغيير سعر السهم الجديدة بعد اكتمال الاختبارات الفنية .. بداية هذا الإعلان غير مفهوم لماذا تم بهذا الشكل وفي هذا التوقيت؟ فكل عارف بالسوق يعلم أن نشر مثل هذا الإعلان سيسبب اضطراباً .. فلماذا نشر في منتصف الجلسة وليس بعد الإغلاق؟ ثانياً فإنّ الإعلان في حد ذاته لم يضيف جديداً يستحق الاستعجال .. ثالثاً حتى لو استبعدنا دور الهيئة في النشر .. فإنّ هذا الخبر متوقع وليس جديداً وأصبح معروفاً والجميع بات مستعداً ومهيأ لحدوثه، فلماذا هذا الهبوط القوي؟ بالطبع إنه هبوط مفتعل من أطراف سعت لاستغلال الخبر النهاري (منتصف الجلسة) لاستكمال مسيرة تهبيط أسهم معينة بالسوق .. فما هي هذه الأسهم؟

سابك ورغبة كبار المستثمرين

من متابعة المؤشر خلال الثلاث سنوات الأخيرة يمكن استنباط أنه في حال ضعف المؤشر يمكن لأي متغير أن يؤثر به سلباً .. كما أنه مع ضعفه يمكن أن يخسر بسبب وبلا سبب .. وعندما يصاب المؤشر بهذا الوهن فالمستثمر الصغير أو الكبير لن يكون في مقدورهما انتشاله من هذا الوهن .. تحدثنا الأسبوع الماضي عن أن الأزمة السياسية في منطقة الخليج لا دور لها في ضعف مؤشر السوق، وهذا الأسبوع نؤكد أنه ليس للاكتتابات أي دور حقيقي في ضعفه، بل إن ضعفه يزداد مع كل اكتتاب، ولكن الاكتتابات ليست السبب .. بل إن السبب هو رغبات استثمارية فردية تسعى لاقتناص فرص استثمارية كبيرة في ظل فترة الإعلان عن نتائج أعمال الشركات للربع الثاني .. تزامن معها اقتراب تنفيذ تعديل تداول لوحدة تغير سعر السهم .. وعلى ما يبدو أنّ هناك إجراءات لوجستية أو تقنية تستدعي أو يستحب معها قيم مستهدفة، بدليل أن المؤشر يسير منذ أسبوعين تقريباً في مسارات حرة توحي بأنّ طريقه لأسفل .. وكبار المستثمرين يتلمسون ذلك أكثر من غيرهم .. ويسهل عليهم استغلال ذلك، وظهر ذلك في استغلال فترة اضطراب سهم سابك والتي تتكرر مع كل نتائج ربع سنوية .. ومن يتذكر اضطراب سابك قبل نتائج الربع الأول يدرك أن هناك سلوكاً ذكياً في التعامل مع سهم سابك، حيث إن السهم ارتفع قبل نتائج الربع الأول بشكل ملفت للنظر، والآن يكسر القاعدة وينخفض بشكل أيضا لفت للنظر، حيث وصلت خسائره حتى الثلاثاء الماضي إلى حوالي 12 ريالاً .. إلاّ إن هذه الرغبات الاستثمارية باتت تسبب اضطراباً ليس لسابك فقط، ولكن للسوق ككل، بشكل أدى إلى خسارة 118 شركة يوم الثلاثاء الماضي.

تساؤلات وجوانب غير مفهومة بالسوق

منذ عامين كنا نقول بأنّ السوق يحتاج إلى سيولة فوق الـ 25 مليار ريال لكي يستقر المؤشر، ومنذ عام قلنا إنه يحتاج سيولة فوق الـ 18 ملياراً لكي يتحسن حاله، ثم خفضنا سقف السيولة حتى قلنا إن السوق يحتاج إلى سيولة فوق الـ 12 مليار ريال، والآن وبعيداً عن فترة أي اكتتاب جديد .. أصبح هذا السقف متدنياً جداً حتى وصل إلى مستوى ما بين 5 إلى 8 مليارات ريال .. فكيف كنا نتحدث عن الـ 25 مليار ريال وكان عدد شركات السوق لا يتجاوز 78 شركة والآن السوق به 123 شركة متداولة، ولا تزال سيولته المتداولة تحت سقف الـ 9 مليارات ريال .. ثانياً ورغم صعود المؤشر من مستوى 6767 إلى 8861 نقطة (حسب إغلاق قبل أمس) إلا إن قيمة رسملة السوق لم ترتفع بشكل يوازي الزيادة الكبيرة في عدد الشركات.

ارتداد الأربعاء

رغم أن المؤشر ارتد يوم الأربعاء الماضي ورغم أن اللون الأخضر كان هو السائد، إلا إن الارتداد الحقيقي لا يزال رهن بارتداد سهم سابك واستعادة مستواه الأول فوق الـ 143 ريالاً وهذا الارتداد هو في حد ذاته رهن إما بتصريف المجمعين في السهم أو بالإعلان عن نتائجه الربع سنوية، وفي كلا الحالتين فإنّ ما حدث بالسوق يمثل تكراراً لأوضاع المنتفعين من شرائح كبار المستثمرين.

محلل اقتصادي


Hassan14369@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد