Al Jazirah NewsPaper Friday  18/07/2008 G Issue 13077
الجمعة 15 رجب 1429   العدد  13077
في ثالث جلسات مؤتمر الحوار العالمي
الدعوة إلى ضبط السلوكيات الخاطئة وتبديلها من خلال تعميم القيم الدينية

مدريد - موفدا «الجزيرة» - سعد العجيبان - عبيد الله الحازمي

واصل المؤتمر العالمي للحوار جلسته الثالثة بعد ظهر أمس الخميس بحضور معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس المؤتمر. وقد ترأس الجلسة الدكتور وليم فندلي، الأمين العام للمؤتمر العالمي للدين من أجل السلام في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ناقش المشاركون أربعة بحوث في الجلسة ضمن المحور الثالث للمؤتمر (المشترك الإنساني في مجالات الحوار). وأكد رئيس الجلسة أهمية المؤتمر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين للبحث في القيم المشتركة بين شعوب الإنسانية، مثنياً على متابعة رابطة العالم الإسلامي شؤون الحوار في العالم، وتنظيمها لهذا المؤتمر.

تحدث في الجلسة أولاً القس ميكائيل أنجل أيوسو كيكسوت، رئيس المعهد البابوي للدراسات العربية في الفاتيكان، حيث قدم تقدير الفاتيكان لخادم الحرمين الشريفين ولرابطة العالم الإسلامي على مبادرة الحوار وعلى إقامة المؤتمر، ثم قدم خلاصة لبحثه وعنوانه: (حماية البيئة واجب إنساني مشترك) استعرض خلاله العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، مشيراً إلى أن الطرفين يلتقيان في معرفة أن الإنسان خليفة الله في الأرض، وأن مسؤولية إعمار الأرض والسلام فيها مسؤولية الناس جميعاً، مذكراً بأن الديانات بما فيها الإسلام يحث على الحفاظ على البيئة، وهذا ينسجم مع رسالة القرآن. وبين كذلك أن أحاديث الرسول الكريم تحث على الحفاظ على البيئة مشيراً إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا قامت الساعة وفي يدي أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها؛ فليغرسها) وقال: إن مبادئنا متشابهة وهي تتلاقى من أجل حماية كوكب الأرض، ونحن نسعد لأن دياناتنا التقت في هذا المجال، وأعرب عن تقديره لانطلاق فكرة حماية البيئة من المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وقال: إن التقيد بتعاليم الدين يساعد في الحفاظ على البيئة وعلى الإنسان، ودعا شعوب العالم ودوله ومنظماته لاستلهام المبادئ الدينية في حماية البيئة.

بعد ذلك تحدث الأستاذ شنكر أجاريا أونكارا نندسرسوتي الذي بدأ بشكر خادم الحرمين الشريفين وملك إسبانيا ورابطة العالم الإسلامي، ثم استعرض بحثه (الدين والأسرة وعلاقتهما في استقرار المجتمع) وقد أعرب عن إعجابه بمبادئ الإسلام، وبما قدمته الديانات لحماية الإنسان وصيانة الأسرة، وبين أن التمسك بالديانات سيقرب الناس إلى بعضهم، وإلى تماسك الأسرة وحمايتها واستقرار المجتمع، مشيراً إلى أن تقيّد مجتمعنا بذلك سينقل هذا الاهتمام إلى الأجيال القادمة، وميز بين المبادئ وبين السلوك، مشيراً إلى أهمية تطابق السلوك مع المبادئ، مما يسهم في تحقيق واجبات الأسرة على أحسن وجه يترعرع في ظله الأبناء وفق قواعد تربوية صحيحة، بعيداً عن السلوكيات الضارة كتعاطي المخدرات والعبث بالأمن والسلام.

وكان المتحدث الثالث الدكتور نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في الولايات المتحدة الأمريكية، فأبرز تميز هذا المؤتمر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين، وشكر رابطة العالم الإسلامي على تنظيمه، ثم قدم بحثه بعنوان: (الواقع الأخلاقي في المجتمع الإنساني المعاصر) وبين أن المفاهيم الأخلاقية تختلف من مجتمع لآخر، لكنها مفاهيم متشابهة في الديانات بصرف النظر عن عادات الناس وسلوكهم، وقال: إن المفاهيم الأخلاقية قيم عالمية نجدها في الإسلام وغيره من الديانات، وقد زخر القرآن الكريم بالحث على التمسك بقيم الأخلاق الفاضلة، مشيراً إلى أن الحريات المفرطة أدت إلى أمراض مثل (الإيدز) وهذه سلوكيات يمكن ضبطها وتبديلها من خلال تعميم القيم الدينية، وبمثل ذلك يمكن أن يتم حماية المجتمع الإنساني من خطر المخدرات، وحذر من خطر المتاجرة بالبشر التي شاعت في العالم، وقال: هناك (13) مليون رقيق تتم المتاجرة بهم في العالم، وحذر من المشكلات اللا أخلاقية وشيوعها كألعاب الميسر والقمار والدعارة، وهي مشكلات تزداد بشكل خطير، حيث تنفق عليها ملايين الملايين من الدولارات محذراً من الخطورة البالغة على الأجيال الصاعدة من هذه المشكلات ولاسيما أن الدعارة صارت تستخدم في هذا العصر التقنيات الحديثة كالإنترنت وأشرطة الفيديو مما يضاعف خطورة هذه المفاسد على الإنسان، وهذا كله يخالف قرارات الأمم المتحدة، بينما تحرمه الديانات، مما يوجب على زعماء الديانات التعاون مع المؤسسات الدولية للحفاظ على الجنس البشري ومكافحة الفساد وذلك من خلال القيم الدينية والقوانين الدولية.

ثم تحدث فضيلة الشيخ محمد علي التسخيري، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، فلفت الأنظار إلى أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار والنداء الذي أصدره المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار في مكة المكرمة الذي ركز على التفاهم على القضايا والقيم المشتركة، واستعرض فضيلته بحثه وعنوانه: (أهمية الدين والقيم في مكافحة الجرائم والمخدرات والفساد) مشدداً على أن الإنسان هو أداة التغيير الأولى من أجل صيانة المجتمع وصيانة الحاضر والمستقبل نحو التغيير إلى الأفضل، وأكد أن ذلك يحتاج إلى الاعتماد على قواعد وقيم ثابتة، لا يمكن أن تكون صالحة لحماية المجتمع إلا إذا استمدت مفاهيمها من رسالات الله، وأكد أهمية الحوار للاتفاق على القيم التي تحمي الإنسان من الفساد، مشيراً إلى أن الحوار سبيل منطقي للتفاهم، وقال: إن شرط الحوار الصحيح احترام الآخر، وقد حث القرآن الكريم على هذا الاحترام بين الناس. وبين فضيلته أن الإسلام يولي المسؤولية الحضارية اهتماماً كبيراً حيث يجري هذا الشعور في نفس المسلم من خلال التربية الإسلامية الصحيحة له، وبالتالي فإن الإسلام يقيم علاقة تواصل ورحمة بين الناس، وبين الإنسان والحيوان والنبات والجماد. وتطرق إلى حقوق الإنسان وحمايته من المفاسد مشيراً إلى أهمية استلهام ما جاءت به الديانات في ذلك لأنه ينسجم مع فطرة الإنسان، ويحقق عالمية القيم التي نقلتها الرسالات الإلهية للبشر، ومن هنا فإنه يتوجب على الشعوب والدول العمل المشترك لحماية الإنسان ومواجهة آفات الفساد والطغيان والعدوان على الناس. بعد ذلك أجاب المشاركون في الجلسة على أسئلة الحضور كما قام عدد من المهتمين بالحوار بالتعليق على البحوث التي تم عرضها في الجلسة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد