Al Jazirah NewsPaper Friday  18/07/2008 G Issue 13077
الجمعة 15 رجب 1429   العدد  13077
نبض المداد
كاميرا الحواس
أحمد بن محمد الجردان

في هذه الليالي الملاح وفي غمرة ذلك الشعور الجميل والرائع جداً بليلة الفرح (ليلة العمر) تغيب عن البعض أهم الثوابت وأهم المنطلقات، فما هو محرم البارحة في هذه الليلة يغض الطرف عنه وكأنه حلال لا شك في حله!!!

وما هو عيب في عرف المجتمع كذلك يغض الطرف عنه وكأنه من مسلماته!!

عموماً في تلك الليلة يكون الأمر مختلفاً تماماً، فلا شيء من القيود يعيق انطلاق الفرح ويذكي نشوته، وشعار كثير من الناس في تلك الليلة (أفعل ولا حرج).

ومن ذلك مخالفات النساء في لبسهن العاري والشبه العاري من الملابس، وذلك فيه من المحاذير الشيء الكثير، منها أن المرأة التي تتكشف في الأعراس تتكشف في الغالب لأنها ترى أنها في تجمع نسائي لا ذكورية فيه، وهذا لا اختلاف عليه، لكن مما لا اختلاف عليه أيضاً أن ذلك التجمع لا يضمن أحد سلامة نية كل مرتاديه!!!

نعم ليس هناك رجال بل كلهن نساء، ولكن أليس من النساء من تصف ما ترى في تلك الأعراس من النساء وصفاً دقيقاً للرجال وكأنهم يرونهن رأي العين؟؟!!

نعم هذا الصنف موجود في النساء لذا نهى عن فعلهن المشين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (لا تصف المرأة المرأة لزوجها وكأنها رأي العين)، فمن سذاجة بعض النساء حين تأتي إحداهن من الزواج تبدأ في الحديث عن مشاهداتها فتقول أمام أبيها أو أخيها وزوجها - وهذه عجيبة!!- (رأيت فلانة بلبس (يجنن) فتصف موديل فستانها وكأن السامع يرى صاحبة الفستان بتفاصيله وتفصيله رأي العين!! وبكل سذاجة وكل خيانة أيضاً لنساء المسلمين وكل انتهاك لخصوصيتهن تصفهن وصفاً دقيقاً للرجال الأجانب!!

حقاً تلك عجيبة، كيف لتلك المرأة أن تنقل ما حرم الله على أولئك الرجال أن يروه بأعينهم ليتخيلوه من خلال أسماعهم؟؟!! - ولا يخفى أحد روعة الخيال وشدة أثره في النفس.

إن كنا نحارب جوال الكمرة في التجمعات النسائية وبالذات في الأفراح فإنني أرى أن هذا الصنف من النسوة أشد خطراً وأقل حذراً من جوال الكمرة!!!، لأن هذا الصنف من النساء لا أحد يتنبأ بخطرهن؟؟!!، وثمة تساؤل أليس الشيطان حريص على فتنة الناس وفسادهم؟؟!!، لا يختلف على ذلك إثنان أبداً!!، إذاً ما الذي يا ترى يقذفه في نفس ذلك الرجل عندما تقوم إحدى الساذجات من زوجة أو بنت أو أخت بتصوير (فلانة) من الناس من خلال وصفها له وكأنه يراها رأي العين بأنها تتصف بكذا وكذا؟؟!!، ألم يقل الشاعر:

يا قومي أذني لبعض الحي عاشقة

والأذن تعشق قبل العين أحيانا

صدق الشاعر، فلا ريب أن الأذن تعشق قبل العين، وهذا العشق لا ريب يلهبه ويزيد من سعاره ويؤججه الشيطان - أعاذنا الله منه - مما يهيج المشاعر ويشعلها في نفوس الرجال نحو تلك المرأة الموصوفة لهم. وهذه خطوة تليها خطوات تنتهي بكارثة (الزنا) والعياذ بالله، وقد قال صلى الله عليه وسلم عن ذلك (إن العين تزني وزناها النظر، وإن اليد تزني وزناها البطش، وإن الأذن تزني وزناها السمع، وإن الفرج يصدق هذا أو يكذبه)، فهل معاشر النساء يعين ذلك الخطأ الفادح الذي ربما ارتكبنه دون أن يشعرن، وهل نعيه نحن أيضاً معاشر الرجال فنبادر بنهيهن عنه قبل أن يستهوينا منهن روعة وصفهن لفلانة أو علانة؟؟!!.



amalijardan@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد