Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/07/2008 G Issue 13078
السبت 16 رجب 1429   العدد  13078
المنشود
عوادم السيارات وصحتنا!!
رقية الهويريني

على مسمع ومرأى من المرور، ضاربة بصحة البشر عرض الحائط، تجوب الشوارع سيارات تنفث دخانا أسود ذا رائحة نتنة. والعجيب أن أصحاب هذه المركبات لا يحملون مزعة من ضمير أو إحساس بالذنب تجاه المجتمع وما تسببه عوادم سياراتهم من مخاطر على الجهاز التنفسي.

وهذا الخطر الذي تحدثه عوادم السيارات لا يقتصر ضرره على الجهاز التنفسي فحسب؛ بل يتعداه إلى تأثيراته السيئة على القلب والدورة الدموية بسبب تراكم السموم داخل الجسم، وتسببها في زيادة القابلية للتعرض للذبحة الصدرية، وقد يحمل تلوث الهواء الناتج عن عوادم السيارات جسيمات دقيقة من الكربون والنترات والمعادن ومواد أخرى ترتبط بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية.

ولا زالت الجهود فردية حيث تقتصر على المخلصين من الأطباء والناشطين في مجال البيئة الذين ينادون بالحد من استخدام المركبات التي تنفث العادم الأسود سواء المركبات الصغيرة أو الكبيرة، بسبب إهمال الصيانة الدورية وإغفال وضع الفلاتر اللازمة لخفض نسب تلويث الجو والحد من انبعاث الغازات الضارة بالصحة.

ويبدو أن إدارات المرور لا تبدي تحفظاً إزاء هذا الأمر وكأنه لا يعنيها! في ظل انشغالها بهموم التفحيط. فلا بد - والحالة هذه- أن تمارس وزارة الصحة دوراً أكبر في الجوانب الوقائية قبل العلاجية، فتقوم بالتوعية حول أضرار عوادم السيارات بشكل عام على الجهاز التنفسي، وتنشط في استخدام حقها القانوني في المحافظة على صحة الناس، ومحاربة سير السيارات التي تنفث العادم الأسود. وعليها أن تسعى لإقامة برنامج صحي واجتماعي لتأهيل مرضى التليف الرئوي، من جراء عوادم السيارات وغيرها، وتزويد المتضررين بالأجهزة اللازمة مثل الأوكسجين المنزلي، إضافة إلى توفير وسائل التشخيص وأهمها الأشعة المقطعية في كل المستشفيات لتمكين الأطباء المعالجين من تشخيص هذه الحالات بسرعة ودقة.

حقاً إن المرء ليأسى على الوضع البيئي في بلادنا وما تنفثه تلك المركبات من سموم نستنشقها آناء الليل وأطراف النهار ووسطه وآخره والحاجة ملحة لفرض معايير أشد ومواصلة الجهود التي تهدف لتقليل تأثير ملوثات الهواء على صحة الأفراد.

ولو دخلت مدينة الرياض على وجه الخصوص من أي جهاتها الأربع؛ لرأيت التلوث البيئي وكأنه سحب من الدخان تعلو أجواء العاصمة، ويحسبها الغريب غيوماً ستهطل!! وهي بالفعل سموم تهطل لتمتصها أجهزة التنفس البشرية بصورة لم يسبق لها مثيل إطلاقا، مما يشعرنا ويرعبنا بأننا سنموت تلوثا بسبب ما نراه من معاناة الناس من ضيق في التنفس والتهاب رئوي حاد ومتكرر طيلة العام.

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد