Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/07/2008 G Issue 13078
السبت 16 رجب 1429   العدد  13078
لبنان والموقف السعودي
فضل سعد البوعينين

أصدرت السفارة السعودية في بيروت بياناً أبدت فيه أسفها ل(الدس والتشويه) اللذين تروِّج لهما وسائل إعلامية لبنانية، وأكدت أنّ (المملكة العربية السعودية هي مملكة الخير والإنسانية التي تدعم الإعمار وتبني المدارس والمستشفيات، وتُعلي الجامعات والجسور، وتقف إلى جانب لبنان في الأزمات والحروب، وتدعم اقتصاده وتحتضن شعبه).

لبنان بات تحت رحمة الاستخبارات الأجنبية التي طوعت بعض أحزابه، بالمال حيناً، وبالتهديد أحياناً أخرى، حتى أصبحت النجاة من الاغتيال غاية جُل اللبنانيين. العاملون تحت حد سيف التهديدات الإيرانية، والمنتفعون بأموال الاستخبارات الأجنبية، باتوا يقلبون الحقائق فيتهمون المخلص الباني، ويثنون على من بثّ الفتنة والفُرقة بين اللبنانيين. تُقدِّم السعودية الدعم المالي والسياسي النزيه للبنان بمعزل عن المصالح، والتوجُّهات الفكرية والعقدية، فغايتها حماية لبنان وشعبه من القتل والدمار وتغيير الهوية.

تدعم السعودية بسخاء الدول العربية والإسلامية المحتاجة، وتعرض مصالحها وسمعتها الدولية للخطر من أجل إنقاذ الدول الشقيقة، أو شعب مسلم تخلّى الأقربون عنه. لبنان، حالة خاصة، فما قدّمته السعودية له من دعم مالي، تنموي، وسياسي لا يمكن تجاهله أو تأويل أهدافه. الملك فهد بن عبد العزيز، يرحمه الله، كان سبباً - بعد الله سبحانه وتعالى - في وقف الحرب الأهلية التي قضت على لبنان وشعبه. جمع الفرقاء وبذل الغالي والنفيس من أجل تسوية نهائية تحققت بإعلان الطائف الذي ضم الطوائف والمذاهب المختلفة دون تمييز. استمر الدور السعودي في دعم لبنان وتنميته وأعاد له وجه الحضارة الذي شوّهته الحرب. أُعيد إعمار لبنان، وساهمت السعودية في دعم اقتصاده وعملته المحلية.

السعودية لا تميِّز بين الشعوب، والمذاهب، في تقديمها المساعدات المالية، بل إنّها لا تمتنع عن تقديم مساعداتها الإنسانية للدول غير الإسلامية. السعودية تسترشد بتعاليم الدين في تقديمها المساعدات، ومن الظلم أن يقابل إحسانها بالإساءة والنكران، والكذب والبهتان.

أفهم أن تتهم إسرائيل السعودية كذباً ب(بدعم الإرهاب) لدفعها أموالاً لأُسر شهداء الفلسطينيين؛ فالإسرائيليون لا يريدون الحياة الكريمة والبقاء لشعب مسلم، ويقاتلون من أجل قطع المساعدات الإنسانية عنه، ولكن كيف نفسِّر ما تقوم به بعض الأحزاب اللبنانية وآلتها الدعائية الموالية لإيران؟. تحقيقاً لمصالحهم الخارجية ينحر لبنان، ويُتهم أشقاؤه المخلصون بإشعال الفتنة وتوزيع السلاح فيه!!. أسلحة ميليشيات بعض الأحزاب اللبنانية تموَّل ب(الأموال الإيرانية) وتُنقل عبر الحدود المشتركة تحت أعين الخارجين على القانون الدولي، ولا علاقة لأموال التنمية السعودية بها.

لبنان تسيطر عليه جماعات الحرب الموجَّهة من الخارج، وتستغله لتحقيق أهدافها، تبتز كل مَنْ يرغب في مد يد العون والمساعدة، وتتهم كل من يرفض الانصياع لابتزازها القذر، بمعاداته، وإن كان من المخلصين. لذا فلبنان يحتاج إلى قوة فاعلة تُحسن التعامل مع الخارجين على القانون، أمّا المسالمون فهم أكثر الناس حرصاً على شكر النعم، والحفاظ عليها.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7741 ثم أرسلها إلى الكود 82244



f.albuainain@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد