Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/07/2008 G Issue 13079
الأحد 17 رجب 1429   العدد  13079
الماء والبحث عن بدائل للتحلية
محمد أبو حمرا

تقوم حياة الناس على الماء لا غير، أي أن الماء أولاً ومعه الغذاء، سواء أكان غذاء الأجسام أو غذاء العقول.

والبيئة تصنع أهلها وتقولبهم حسب طبيعتها التي خلقها الله عليها، فتجد أبناء الصحارى لهم عادات وطرق في حياتهم اليومية، ولهم حيواناتهم التي تخدمهم في صحرائهم القاحلة، ولهم ما يختصون به من سلوك يغلب عليه الجفاء والجفاف أيضا!!، فهم يحتملون الحر والقر والرياح التي تهب حارة وجافة، بينما لو جاء شخص من البلاد الإسكندنافية ليعيش في المملكة بالذات لأصابته ضربة الشمس، وكثيرون نراهم يصابون بضربة الشمس في موسم الحج، لكن لأن الله لطيف بعباده فعوضهم بالماء الذي جعل منه كل شيء حي، فصار بلسماً لبعض الجفاف والتجافي، وسخر لهم هذا السائل الأسود لكي يعطيهم الماء المالح حلو المذاق.

نحن نحتاج إلى ماء نقي طهور وطاهر أكثر مما نحتاج إلى مدن أكلت كل شيء ابتداء من زيادة الحديد والأسمنت وانتهاء بشفط الماء الذي نشربه ليبل الريق الجاف كجفاف الصحراء.

نحن نحتاج إلى استغلال كل قطرة ماء لتكون أشياء أكثر من السائل الذي لا لون له، وبدلا من أن تذهب داخل الأرض عبر مواسير المياه المتهالكة، نحن نحتاج إلى توفير الماء وتكثيف كمياته والحفاظ عليه أكثر مما نحتاج إلى مواسم الفعاليات الصيفية التي تهدر عليها الملايين دون أن يكون هناك بعد إستراتيجي لزمن الجفاف.

لو تعطل مصنع تنقية مياه البحر لمدة يوم أو يومين أو أسبوع، فكيف ستكون العاصمة وجدة وأبها ونحوها من المدن التي تكتظ بالسكان؟ فهل لدينا مخزون مائي يكفي ليوم واحد فقط؟ أم أن أهل المدن سيهربون للقرى للبحث عن بئر الماء التي أصبحت جيفة بحكم مجاري المياه غير المصرفة في القرى.

إن إستراتيجية المياه أمر مهم وحتمي وضروري لنا، فيجب البحث في مسألة المياه، والبحث في البدائل عن التحلية، والبحث فيما لو تعطلت مصانع التحلية في يوم ما وفجأة.

نحن نريد للإنسان هنا أن يجد وبوفرة وراحة ورخاء ثلاثة أشياء مهمة، هي الماء والغذاء، ثم الصحة ثم التعليم، وما سواهما شيء آخر مهم لكنه ليس بأهمية ما ذكر، فهل فعلنا شيئاً لذلك الثلاثي المهم أم أن الأمور تجري على أعنتها إلى قدر قدّره الله؟!

إن وضع المياه وشبكاتها في المدن الكبيرة وضع مزر جداً، والناس يعطلون أعمالهم للبحث عن صهريج ماء في جدة وأبها وغيرهما خاصة صيفاً، فما بالك به يجري تحت أقدامنا هدراً من شبكات المياه الصدئة والتي أكل الدهر عليها وشرب. أضم صوتي إلى صوت الدكتور عبدالملك الخيال الذي تحدث عن الثروة المائية في حديث لإحدى القنوات.

فاكس 2372911


abo_hamra@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7257 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد