Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/07/2008 G Issue 13081
الثلاثاء 19 رجب 1429   العدد  13081
شيء من
أريد جواباً واضحاً يا شيخ الفوزان
محمد عبداللطيف آل الشيخ

قرأت رد الشيخ صالح الفوزان على كاتب هذه السطور الذي نشره الأحد الماضي رداً على مقالي الذي كان بعنوان (دعاة التحريض)، والذي تحدثت فيه عن (بيانات) بعض المشايخ، ومنهم الفوزان والبراك، والتي هي إما تحريضية، أو أنها تؤدي في نتيجتها إلى التحريض، وكيف أنهم تخلوا عن منهج أهل السنة والجماعة بضرورة أن تكون (النصيحة) لولي الأمر سرية، وليست علنية، كما لا يخفى ذلك على الفقيه الحصيف، وهذا -كما قلت في السابق وأكرر هنا- ما يكاد يتفق عليه علماء أهل السنة، وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-، الذي هو بمثابة أستاذ الفوزان والبراك، وقد كرر مثل هذا الموقف -رحمه الله- في أكثر من مناسبة.

والشيخ الفوزان -للأسف- لم يجب على السؤال الذي كان يتمحور حول المقال، ومؤدّاه: هل النصيحة لولي الأمر سرية أم علنية؟ وإذا كانت السرية هي شرط الضرورة في مناصحة الإمام صاحب البيعة، فما الذي طرأ وجعل الفوزان والبراك يتراجعان عن هذا الشرط، ويكرران الأسلوب والطريقة التي كان ينكرها العلماء في الأمس؟.

أكرر يا شيخ الفوزان السؤال، ولعل (التكرار) يحضك على الإجابة المباشرة، وغير المواربة، والواضحة، وأنت العالم الذي -كما يقولون- لا تأخذه في الحق لومة لائم: لماذا لجأت إلى النصيحة (العلنية)، وتخليت -هداك الله- عن (السرية)، في مناصحتك لولي أمرك، الأمر لا يحتمل إلا احتمالين: إما أنك (تراجعت) عن فتوى (سرية المناصحة) التي قلت بها في السابق، أو أنك رجل (تناقض) اليوم ما تفتي به في الأمس، وإذا كان هناك احتمال ثالث، لم نتنبه إليه، وأدركته أنت، فكلنا آذان صاغية لنسمع (السبب) الذي جعل عضو مجلس كبار العلماء يتخلى عن رأيه الذي عرف عنه، ويسلك مسلكاً آخر في المناصحة الخاصة.

ومثل هذه القضايا -يا شيخ الفوزان- لا تحتمل المجاملة، ولا يمكن السكوت عن مثل هذه التجاوزات، فالفقيه في منظومة أهل السنة هو دائماً صمام أمان، وأكثر من يهمه تلمس المآلات التي قد تؤدي لها النصيحة، واستشراف المستقبل، واختيار أكثر الأساليب والطرق أماناً ورزانة، وبعداً عن التحريض والتأليب، درءاً للفتن، وهذا ما عهدناه في علمائنا، وبالذات علماء المملكة السابقين، فلم نعرف -مثلاً- أن عالماً أصدر بياناً يعارض فيه قراراً من القرارات التي يتخذها ولي الأمر (جهراً)، وأريد من الشيخ الفوزان أن يأتي لي بحادثة واحدة لواحد من علماء الدعوة المعتبرين -ودعك من الصحويين- قام فيها بالمناصحة العلنية لولي الأمر، كما فعل هو والبراك، والسؤال للمرة الثالثة: ما الذي تغير؟.

النقطة الثانية التي لابد من التطرق إليها أن الشيخ الفوزان دأب في الآونة الأخيرة على الرد على كتاب الصحافة، بصفته الرسمية، وعلى أوراق الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء الرسمية، فلا يكاد يخلو عدد من جريدة إلا وفي (بريد القراء) من الشيخ رد على كاتب أو هجوم على آخر، ولا أدري هل الشيخ الفوزان يمارس عملاً رسمياً، حيث أسند إليه منصب (المتحدث) الرسمي باسم هذه الهيئة، أم أنه هو الذي انتدب نفسه، من تلقاء نفسه، لممارسة هذا الدور، دون تخويل رسمي، كناطق رسمي باسم الهيئة.

نرجو التوضيح: هل الشيخ الفوزان يتحدث بصفته الرسمية حينما يتعمد أن يكتب ردوده على أوراق الهيئة الرسمية، أم أنها آراء (شخصية)، وكتابتها على المطبوعات الرسمية للهيئة ليست إلا (خطأ) إدارياً من الشيخ هداه الله؟.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6816 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد