Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/07/2008 G Issue 13082
الاربعاء 20 رجب 1429   العدد  13082
فوازير إعلانات نتائج الشركات
محمد سليمان العنقري

أنهت غالبية الشركات المساهمة إعلان نتائجها للنصف الأول من العام المالي الحالي وكنا نأمل أن تكون صيغة الإعلانات مختلفة عن السابق من حيث البيانات المتعلقة بالإيرادات وفي أي المنتجات كان النمو أو التراجع وخصوصاً تلك المتنوعة الصناعات أو النشاطات. ومن المعروف في الأسواق العالمية أن الشركات التي تحتوي منتجات متنوعة وخصوصاً القيادية توضح ببيانات النتائج أي المنتجات أثّر إيجاباً أو سلباً على نتائجها فهذا التوضيح كفيل بتوجيه النظر إلى الشركات الصغيرة التي تنتج هذه المادة فقط.

كما حملت الإعلانات تناقضات كبيرة بين إعلانات الربع الأول والثاني فأوضحت بعض الشركات بالربع الأول أن ما ضغط على الأرباح ارتفاع أسعار المواد الخام وخصوصاً تلك العاملة بقطاع البتروكيماويات بينما وجدنا بإعلان الربع الثاني تبريرها لارتفاع الأرباح هو ارتفاع أسعار المادة الخام خصوصاً البترول مما يجعل المساهم في حيرة أكثر وتزداد الضبابية للصورة العامة حول أثر التضخم على نتائج الشركات فبعض الشركات أوضحت أن رفع أجور العاملين لديها تسبب بانخفاض الأرباح بنسبة فاقت 50 بالمائة وهذه أرقام كبيرة تضع علامات استفهام حول أداء إدارة الشركة فلا يمكن أن تكون قد رفعت الأجور بعدة أضعاف دون الأخذ بعين الاعتبار أن هذه شركة مساهمة وليست جمعية خيرية.

أما على صعيد المفاجآت فبعض الشركات لم توضح للمساهمين أن أسباب تراجع أرباحها ناتج عن توقف خطوط الإنتاج للصيانة إلا عبر القنوات الفضائية ولم تعط أي إشارة لهذا التوقف حتى ببيان الأرباح وهناك شركات أعلنت أرباحها في تصريحات إعلامية قبل صدورها بشكل رسمي عبر موقع تداول بل وجاءت النتائج الفعلية أعلى من تلك المعلنة عبر التصريحات السابقة.

ولم تخل بعض الإعلانات من طرافة لتبرير الخسائر، فأعلنت أغلب شركات التأمين أن سبب خسائرها هو عدم ممارستها لأعمالها بسبب انتظارها الحصول على رخصة مزاولة النشاط رغم مرور أشهر طويلة على إدراجها بالسوق وهذا يحسب على الجهة المعنية بإعطاء الرخصة فكيف تسمح بإدراج شركة وهي لم تحصل على رخصة النشاط ولماذا كل هذا التأخير.

إننا اليوم بحاجة أكثر لأن تقوم هيئة سوق المال بإعادة النظر بما يجب أن تحتويه إعلانات النتائج من معلومات وأن تكون مبوبة بشكل مفصل بدلاً من حشو المعلومات بطريقة متداخلة فيجب أن تفصل كل مرحلة وتبوب بشكل يسهل قراءته وتحليله وأن تتضمن تفصيلاً أكثر للمعلومات الواردة فيها، فإذا كنا نطالب بتحديد موعد الإعلانات وضرورة الحديث عن النظرة المستقبلية للشركة، إلا أن طريقة سرد المعلومات وصياغتها بهذه الطريقة أقرب للعشوائية وتعطي تعتيماً أكثر للمستثمرين؛ فالأسواق الناشئة التي تتميز بطغيان التعامل الفردي كسوقنا يتأخر فيها التفاعل أصلاً مع الإعلانات سلباً أو إيجاباً فكيف إذا كانت الشركات تعلن نتائجها بطريقة أقرب للرمزية مما يحول تلك الإعلانات إلى فوازير شهر رمضان.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد