Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/07/2008 G Issue 13085
السبت 23 رجب 1429   العدد  13085
يارا
عبد الله بن بخيت

حتى الآن لم أجد علاقة بين ما أكتبه في هذه الجريدة وبين الدين. كل ما أتعرض له وما أكتب عنه في هذه الزاوية مجرد شؤون دنيوية. عندما أتحدث عن اسم المرأة ما علاقة ذلك بالدين؟ عندما أطالب بأن يطلق على مدارس البنات أسماء نساء، أين يتعارض هذا مع عقيدتي الإسلامية أو عقيدة القارئ إذا كان مسلماً؟ عندما أميل إلى الرأي الذي يقول إن المخيمات أو المراكز الصيفية واحدة من الأماكن التي يمكن أن يتسرب منها دعاة الإرهاب أين تقع مخالفتي الدينية؟ وبالمناسبة إذا كان هناك من يتهم المراكز الصيفية بتفريخ الإرهاب فالذي يشتكي ويغضب ويحتج يفترض أن يكون وزارة التربية والتعليم. المتهم هو إدارة حكومية، وكل إدارة حكومية تمتلك كل الأجهزة اللازمة للدفاع عن نفسها وعن مشروعاتها. ما دخل الدعاة والملتحقين بالدين في الموضوع؟ لماذا يهبون للدفاع عن هذه المراكز وكأنهم هم المتهمون؟ لماذا يهب ناس من خارج الوزارة لا علاقة لهم بالموضوع ويستميتون في الدفاع عن هذه المراكز وكأنها قضية مصيرية بالنسبة لهم؟ ما الذي يعينهم في الأمر؟

عندما أفند رأياً لفقيه أو أرد عليه دفاعاً عن موقفي أو عبر عن رأيي أين يمكن التعارض مع الدين؟ الذي أعرفه وأنطلق منه أن الإسلام لا يسمح لأتباعه تأسيس نظام كهنوتي ومرجعيات مقدسة. لا يجيز الإسلام تنصيب رجال دين يرتفعون عن مستوى النقد؟ من روج لمقولة لحوم العلماء مسمومة؟ كلمة عالم ليست محسومة أصلاً. ما هي الجهة الأكاديمية التي تقرر أن هذا يأخذ رتبة عالم والآخر تحجب عنه؟ ما هو عدد البحوث والدراسات والمؤلفات العلمية التي يستحق على أساسها هذا الرجل أو ذاك لقب عالم؟ وحتى إذا كان هذا الرجل عالماً ما الذي يعصمه من النقد والمناقشة؟

العالم تغير. اتسعت الرؤيا الإنسانية أصبح التعبير عن الرأي حق لكل إنسان. اهتزت الطبقية الفكرية مع اهتزاز الطبقيات الأخرى وكلاهما في الطريق إلى الزوال. إذا كان هناك بعض المناطق الثقافية مستعصية على النقد فهذا لا يعني أنها محرمة ولكن لم تطلها بعد روح النقد والتعود عليه.

ما يقرؤه القارئ في هذه الزاوية وزوايا صحفية كثيرة ينطوي على أشياء غير مألوفة ولكنها بالتأكيد غير محرمة. شيء جديد على الوجدان والعقل. يصاب القارئ في بعض الأحيان بالدهشة أو بالعجب وربما بالغضب ليس لأن هناك شيئاً يمس معتقده ولكن هناك أشياء كثيرة تناقض ما تعود عليه. صوابية الأشياء في نظر بعض البسطاء تعتمد على ما يقوله مرجعيات، حتى أصبحت تلك المرجعيات هي الصواب نفسه. كثير من القراء ينسى في غمرة حماسه أن الحياة مليئة بالمصالح والقوى ذات المصالح وأن هذه المصالح تتداخل مع المبادئ وتتماهى مع الفكر. المبادئ الأساسية سهلة إلى درجة أنها تغيب في البديهيات. بنظرة نقدية لما حولنا سنكتشف أن التفكير واكتساب الموقف في الحياة لا يحتاج إلى زعامات دينية أو غير دينية.



yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد