Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/07/2008 G Issue 13088
الثلاثاء 26 رجب 1429   العدد  13088
المنشود
شركات احفر وادفن!!
رقية سليمان الهويريني

رصدت الدولة ميزانيات ضخمة لمشاريع البنى التحتية كشبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء وتصريف السيول وغيرها، إلا أن المواطن الذي يعد فئة مستهدفة بالانتفاع بهذه المشاريع قد أصابه الضرر النفسي وإلحاق الضرر بمركبته بسبب سوء التنظيم والفوضوية في الحفر والدفن حيث لا توجد مطلقا إدارة سليمة لمراحل تنفيذ حفريات المرافق العامة كالحفر، والتمديد، وإعادة إغلاق الحفرة ومن ثم سفلتتها! وكأن الأمر يسير بالبركة أو بحسب ذوق العمال أو حتى رحمتهم.

فالعمال لا يستمرئون أعمال الحفر والدفن للتمديدات إلا في أوقات غاية في الضيق، حيث ترى المعدات داخل الأحياء وفي الشوارع الرئيسة والفرعية وقد بدأت العمل الساعة السادسة صباحا، وهو وقت الذروة للمدارس، ولو تأخرت الشركة بالعمل ساعتين أو أجلت خلالها العمل بالمعدات واكتفت بما يمكن أن يؤديه العمال بأيديهم لحين انضمام الطلاب لمدارسهم والموظفين لأعمالهم لكان في ذلك سعة على الناس ولا يكون الأمر تقديم خدمة وإلحاق الضرر بخدمات أخرى!

والملاحظ أنهم لا يكادون ينتهون من السفلتة إلا وقد بدؤوا الحفر مرة أخرى بنفس المكان! حتى لتشك أنهم قد نسوا إحدى المعدات أو أحد العمال!! فتراهم يحفرون الأرض ويكسرون طبقات الإسفلت بطريقة غاية في السوء، وقد يتركون الحفرة فترة من الزمن وكأنها للتهوية، لتنتشر منها الروائح الكريهة وتشكل خطورة على السكان.

والغريب أنه لا توجد آلية لحصر مخالفات المقاولين المهملين أو غير المنضبطين.

وإذا علمنا أن معظم عيوب شبكة الطرق ناتجة عن سوء تنفيذ الحفريات، فإنه حري بأمانات المدن توزيع المهام وتجزئتها على أكثر من شركة مقاولات، بحيث يمكن أن تقوم شركة بأعمال الحفر، وأخرى للتمديد، وثالثة لإغلاق الحفرة والسفلتة حتى يمكن حصر الخطأ في شركة بعينها. وبذلك تقوم كل شركة بالرقابة والمتابعة للشركة التي تسبقها.

كما لابد من فرض غرامات وعقوبات في حالة الإخلال بالعقود سواء من حيث الوقت أو الجودة أو الإهمال!

وهناك أمر هام، يراه كل من يقرأ المعلومات المكتوبة على اللوحات المهترئة التي تضعها شركة الحفر وأقصد بها شركة المقاولات. فالملاحظ أنه لا يوجد اسم الشركة المنفذة وإنما اسم أمانة المنطقة أو المحافظة، بينما الأمانة أبعد ما تكون عن الإضرار وهي من اسمها (أمانة) بما تتطلبه من خوف على الناس ومراعاة لمصالحهم!

وبعدها.. نأمل أن لا تتوقف الأعمال عند (حَفَر ودفَن) وإنما يتبعها مصطلح مهم وهو (الصيانة) ومصطلح آخر أكثر أهمية وهو (متابعة أعمال الصيانة) وتجميل الشوارع وصنفرتها بدلاً من الوضع القائم من ترقيعات وأورام، وانتفاخات، وندوب، و.... صعارير!!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد