Al Jazirah NewsPaper Saturday  02/08/2008 G Issue 13092
السبت 01 شعبان 1429   العدد  13092
يارا
عبد الله بن بخيت

أسعدتني اللهجة الجديدة التي استخدمها الشيخ صالح الفوزان في مخاطبته الزميل الأستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ. لهجة جديدة انطوت على احترام وشيء من العاطفة الأخوية. اعتدنا من الشيخ الكريم لغة جافة ينادي فيها معظم خصومه بأسمائهم دون مراعاة للمجاملات الصحفية أو الأكاديمية أو حتى النداء الإسلامي البسيط المتلخص في قولنا (الأخ). نعرف جميعا أن الثقافة الإسلامية أمدتنا بكلمة (الأخ) لتكون جسرا بيننا وبين الآخر أثناء التخاطب لتأكيد هويتنا المشتركة ولتعبر في نفس الوقت عن مودتنا وحسن نوايانا تجاه الآخر. كلمة (الأخ) تقال للصغير والكبير والعالم والجاهل والذكر والأنثى طالما توفر الحد الأدنى البسيط من المودة في قلب المتحدث. هذه الكلمة لها أيضا ميزة التعويض عن الألقاب المجاملة بين المتحاورين إذا كان أحد الطرفين يمن بها على الآخر. ولكن الشيخ الفوزان وهذا موضع استغرابي رفض أن يمن عليّ وعلى بعض الكتاب حتى بكلمة الأخ. كل ما قرأت مقالا يتعرض فيه الشيخ لاسمي وأجده عاريا حتى من كلمة الأخ أتمنى من كل قلبي أن يكون مصدر هذا الإهمال هو الاستعلاء لا الإقصاء من نطاق الأخوة. الاستعلاء الذي يمارسه بعض رجال الدين في المملكة له ما يبرره على النطاق الثقافي الذي ساد في العقود الثلاثة الماضية. ساد مفهوم غريب وجديد يتعلق بالمشتغلين بالعلم الشرعي. مفهوم يكاد يقترب من مفهوم ولاية الفقيه في بعض المذاهب الإسلامية الأخرى. صرنا نسمع ألفاظا من بعض الأفواه الساذجة تكاد تقدس من يطلقون على أنفسهم (العلماء الربانيين) حتى ظن بعض المشتغلين بالعلم الشرعي أنهم فوق مستوى النقد وفوق مستوى المناقشة. صارت كلمة العالم الرباني فخاً انزلق فيه كثير من الإخوة الذي تقلدوا بهذا اللقب حتى أن بعضهم يتصرف كقيادي لا كطالب علم. بعضهم (الربانيين) لم يعد في حاجة للرجوع إلى الجهات المختصة لتنفيذ رغباته وأوامره. صار يأمر بما يراه بخطابات بتوقيعه يرسلها مباشرة للجهات المعنية (النوادي الأدبية والجرائد وغيرها) فآراؤه وأحكامه تأخذ الصفة الربانية التي لا تقبل المراجعة. في نفس الوقت ظهر جيل من الشباب رفع الاحترام الواجب لهؤلاء إلى درجة التقديس البغيض الذي لا يقره الإسلام بأي حال من الأحوال. لم يعودوا يرون فيهم بشرا أربكتهم صفة الربانيين الضخمة.

عندما أفسر إقصاء الشيخ لي من الأخوة بالاستعلاء لا أهتم لأني أراها شيئاً يتعلق به. ما أخشاه أن يكون استبعاد مناداتي بالأخ هو استبعاد من الأخوة نفسها. هنا تتظاهر أمامي مشكلة خطيرة جداً.

لا أرى داعيا للخوض فيها الآن حتى لا تفسد علي سعادتي باللهجة الجديدة التي استخدمها مع الزميل محمد آل الشيخ. أرجو أن يكون هذا التواضع سلوكا دائما عند الشيخ لا سلوكا خاص بـ(بآل الشيخ).

فاكس 4702164


yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد