Al Jazirah NewsPaper Saturday  02/08/2008 G Issue 13092
السبت 01 شعبان 1429   العدد  13092
وجوه كثيرة أولها غازي
رمضان جريدي العنزي

(مدخل)

أنا بطبيعتي متفائل بالحياة..

لي دلالاتي وفلسفتي ومفاهيمي الخاصة..

ولي رتمي وإيقاعي الحياتي أيضا..

وأحاول ألا أقع في دوامات الفهم المتداخلة..

كلما حاولت إدراك موضوع محدد أدركه تماما..

وأعرف أن القليل من التفكير أفضل من عدم التفكير..

ولا أعتمد على الفهم السطحي لتقويم سلوك الآخرين..

أو أن أجعل الأشياء معقدة..

وأمارس عمليا تجسيد تلك المفاهيم..

وأترجمها كحالة حية ومعاشة وأتفاعل معها بصدق..

وأعرف أن الاختلاط وممارسة العيش مع أطياف الجنس البشري المختلفة..

يعد لونا من ألوان البقاء والمعاشرة الإنسانية..

وأعرف أيضا أن عدم الاختلاط يعني:

مزيدا من التوحد..

ومزيدا من التطرف..

ومزيدا من النفور..

وأوقن أن الأشجار والحيوانات والطيور..

يختلفون اختلافا جذريا..

وأنهم عوالم أخرى لمخلوقات مختلفة..

لهم طقوسهم وتضاريسهم وإيحاءاتهم المتعددة..

ولهم أطوار نمو من حين الولادة إلى حين الموت..

ولهم عادات بعضها حسن وبعضها قبيح..

وأعرف أن الدنيا مناطق..

بعضها حار..

وبعضها بارد..

وبعضها مبعثر مابين البحر والرمل..

وأعرف أن الناس موسوعة..

لها طرائفها ومآسيها..

ولها رواياتها الحالمة..

ورواياتها المأساوية..

ورواياتها المفزعة التي تعج بالعنف وبالقتل..

وأقر بتفاصيل الحياة اليومية التي تشبه المسرح..

لها أبعاد (سينوغرافيا) ذات صور جمالية..

وصور أخرى غير جمالية..

يضعها المخرج ليخلق للمتلقي جوا من التأمل..

وجوا من التفكير..

وجوا من التأويلات..

(الدخول)

لي أصدقاء كثيرون لهم وجوه متفردة..

وكلام متفرد..

وثرثرة متفردة..

ووقع أقدام مبعثرة..

وسحنات شاحبة..

وأخرى رمادية..

وأخرى لها لون الفرح..

أعمارهم تتفاوت..

بعضهم شباب..

وبعضهم بين بين..

وبعضهم الآخر شيوخ..

أرهقهم العمر..

وعثرات الدروب..

والارصفة القاسية..

كواسر الأيام والسنيين نهشت تصوراتهم وأمانيهم..

بعضهم بائس..

وبعضهم الآخر يتبختر كطاووس..

يملك سادية المال..

لكنه لايملك مهنية التحدث..

أو تجليات الفكر..

أو إنسانية التعامل..

بعضهم له يوميات متناقضة ومتضادة..

له إحساس متغير..

وطقوس غريبة في الأكل والشرب والمنام..

والمعاشرة الاسرية..

وبعضهم مثل طيور (السمان)..

تجلس على شكل صفوف..

وتتغذى على شكل مجاميع..

لها هجراتها الخاصة..

ورحلاتها الخاصة..

بعضهم لهم خصائص الأسماك البيئية والبايولوجية..

وبعضهم الآخر له حالات خاصة..

لهم هيئة..

وماء.. وطرق.

وصحاري من رمل..

وبعد مسافة..

ووحشة..

وقفر..

وأعواد ثقاب..

وخريف..

وثلج ولهب..

لكن(لغازي) تفردا خاصا..

ورسما خاصا..

وتصميما خاصا..

يهرب في سفر دائم..

يمشط شعر الليل..

ويظفر جدائل الشمس..

ويغازل القمر..

له قدرة هائلة على الصبر والتصميم..

مارس الركض الطويل بغيه إلا ينكسر..

له هدوء السحر..

لكنه يملك بسالة قبطان سفينة..

يحب الرحيل.

ولا يطيل المكوث..

يقفز من عتمة المجتمع وغي الخفافيش..

إلى فضاء نقي أكثر جاذبية..

روحه متعبة من تفاصيل المجتمع الباهتة..

لكنه مازال يملك خصلة ضوء مخنوق تبقيه متقدا لاينطفئ..




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد