Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/08/2008 G Issue 13093
الأحد 02 شعبان 1429   العدد  13093
المنشود
احذروا التوظيف الوهمي!!
رقية سليمان الهويريني

قام أحد اللصوص بابتداع سرقة من النوع الحضاري باستخدام تقنية sms؛ ولكن هذا اللص المتخصص بسرقة النساء وقع أخيراً في قبضة الأمن في حي جرول في العاصمة المقدسة، بعد كمين محكم من إحدى فرق البحث الجنائي، وذلك عندما كان الجاني يحتال على سيدة في أحد الشوارع العامة ويهم بسرقتها.

وما دعا الشرطة لاكتشافه هو كثرة السرقات التي قام بها وفي أوقات متتالية، وظروف متشابهة!!

أمّا الفكرة التي استند عليها في السرقة، فهي إرساله رسائل SMS لضحاياه يوهمهنّ فيها بأنّه يستطيع أن يوفر لهنّ الوظائف النسائية المناسبة وفي وقت قياسي نظير مبالغ مالية، وهو ما أغرى أكثر الفتيات والسيدات إلى للاتصال به، وتحويل المبالغ التي يطلبها منهنّ إلى حسابه الشخصي، كما أنّ الشرطة اكتشفت تورطه في عمليات مصرفية مشبوهة، حيث يُعَد من أوائل المطلوبين أمنياً، بالإضافة إلى أنّه قد حكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات في آخر سابقة له، وبعد خروجه من السجن امتهن هذه الطريقة الجديدة للنصب على السيدات على وجه التحديد. ولست أعلم أي جهل يكتسح المرأة التي ارتضت أن يغرّر بها مثل هذا النوع من المجرمين الذين يمارسون جرائمهم باحتراف دقيق وعبر طرق جديدة وتقنية حديثة؟!

ولعل ما دعاه لاختيار ضحاياه من السيدات بالذات سرعة انسياقهن وراء المغريات وركضهن خلفها!!

وحيث إنّ الشيء بالشيء يُذكر، فقد قام أحد موظفي رئاسة تعليم البنات آنذاك بإطلاق الوعود لبعض النساء بالتوظيف والنقل والترقية لدرجة تسهيل أمورهن وإمكانية الحصول على لبن العصفور! وهو ما دعا وزارة التربية والتعليم إلى إرسال تعاميم لمدارس البنات وإطلاق التحذيرات تلو التحذيرات للمعلمات على وجه الخصوص بعدم الانسياق وراء هذه الإغراءات الكاذبة والمضللة بصنوف الاحتيال!! وبالمقابل فإنه لم يقع هذا النصب السافر إطلاقاً وسط عالم الرجال في تعليم البنين، فلم يسبق أن تعرّض أحد المعلمين لهذا الاحتيال!!

وهنا ألا يحق لنا أن نتساءل باستغراب: لماذا تقع المرأة فريسة للسرقة ويمارس بحقها جميع أنواع النصب في التوظيف والتجارة والاستثمار، على الرغم من حاجة الرجل للمال وللوظيفة أكثر منها؟! بل إنهما يكادان يتساويان في المستوى التعليمي ويتقاربان في العمر أحياناً، ومع ذلك يلجأ المحتالون لاصطيادها ويتجاهلون الرجل. وفي الوقت الذي تسعى فيه المرأة جاهدة لتعلُّم رياضة الدفاع عن النفس خوفاً من التعرُّض لهجوم مباغت بالعضلات، يحسن بها تعلُّم رياضة الدفاع عن الفكر والاستغلال والاستغفال والاحتيال!!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد