Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/08/2008 G Issue 13093
الأحد 02 شعبان 1429   العدد  13093

في أغنية (خبرت الوقت).. ساري قدم حكمه وآراءه وعصارة تجربته

 

أعادت أغنية (خبرت الوقت) التي كتب كلماتها الشاعر ساري ولحنها ناصر الصالح البريق من جديد للفنان علي بن محمد وتميزت هذه الأغنية التي تصدرت أغاني الألبوم بأسلوبها المختلف وطبيعتها الجديدة عن بقية الأغاني المطروحة في الآونة الأخيرة.

أغنية (خبرت الوقت) تنقل تجربة الشاعر الحياتية بأسلوب جميل وتصاعدي من الطفولة حتى الكبر. وهي مليئة بالحكم التي استنبطها الشاعر ساري من خلال تجربته الحياتية كما سنعرف من خلال أبيات القصيدة. يقول مطلع القصيدة:

خبرت الوقت والدنيا وأنا توي ولد مغرور

صغير السن غض العود توي ما بلغ مدي

كبرت وشفت بعيوني كيف الحال يلف ويدور

لزمت الصمت في قلبي ساكت حافظ سدي

من أول سماعك للأغنية سنعرف أنها مختلفة وتتطرق إلى عوالم جديدة لم يتم تقديمها في الأغنية السعودية. الشاعر ومنذ بداية القصيدة يعلن عن ارتباطه بتجربة الحياة الصعبة وهو في سن مبكرة على ذلك. والشيء الذي عرفه في الصغر اطلع عليه و(شافه) بعيونه عندما كبر. وهو أن الحياة ليست أمينة وإنما (تلف وتدور) وهو الأمر الذي جعله يدرك ذلك بقلبه ويتقبله بصمت. أهم حكم الحياة الصعبة تتعلمها من خلال الصمت.

قريت التجربة مرة وحرف التجربة مبتور

حسبت التجربة تلقين وأثر التجربة عندي

عقلت الحال والدنيا وأنا قبل العقل معذور

لكني غديت اليوم أبدل صيفي ببردي

تبدأ من هنا الأغنية وعبر اللحن المنساب الذي وضعها له الملحن ناصر الصالح تدخل إلى تجربة الشاعر الشخصية. يمكن قراءة ما يعنيه ساري أن تجارب الحياة لا تكتسب بالتلقين والأسلوب المدرسي. وإنما هناك أشخاص بالفطرة كان يسكن في داخلهم أشخاص كبار وناجحون وبدون أن يتعرفوا على تجارب غيرهم. لهذا فإن التجربة كانت لديه من البداية وربما منذ أن كان ولداً صغيراً, كما يخبرنا المقطع الأول.

تداعت يمي الدنيا تضرب جالها بالسور

سور قد بنيته سنين أساساته على قدي

وأنا قدي صبر صابر وصبري فايض ومنثور

أجالد من بغاني بشر وأصفق غدره بيدي

في هذا المقطع نكتشف رؤية الشاعر للأشياء الجديدة التي دخلت في حياته، ومن الواضح أنه حدث كبير الذي مر به لأنه أسماه (الدنيا) وتضرب السور الذي بناه بقوة لتهدد أسلوب حياة السابق التي أسسها على (قده). وهو يكشف هنا بعض الأساليب التي أسسها, وهي التي تعني الصبر الكبير والصراع مع من يبتغي الشر به.

ألا يا دنيتي هونك ترى ما ألعن من المخطور

إذا ما حدته الدنيا تساوي الموت في حدي

وإذا ما جتني الدنيا تسأل خاطرك مكسور

ضحكت وقلت يا دنيا خذي مني بعض ردي

تبين ألحين يا دنيا أنزل دمعتي مقهور

وربي ما أنزلها ولو غلطة على خدي

أنا صبري تعلمته قبل أولد بتسعة شهور

تعلمته وأنا نطفة ورثته من صبر جدي

في هذا المقطع الأخير هو مزيج من الحكم التي يقدمها الشاعر وآرائه النهائية في الحياة وطريقة التعامل معها. فمن خلال تجربة حياته نتعرف أن الذي تحده الحياة يصبح لا يفرقها كثيراً عن الموت. وبعد ذلك نتعرف على الحوار الأخير بينه وبين الدنيا. فهي تسأله بعد كل ما فعلته: (هل خاطرك مكسور؟). ويقدم لها بعد ذلك إجابته الأخيرة وهو يضحك ويسخر منها ويتحداها بذات الوقت. فرغم كل شيء هو لن ينزل دمعته مقهوراً, حتى لو عن طريق الغلط. وبعد ذلك يكشف عن مزاياه الشخصية وهو الصبر الذي ورثه عن جده.

صوت الفنان علي بن محمد استطاع أن يعبر عن هذه الكلمات المختلفة والجديدة على الساحة الغنائية, وهي بحاجة إلى أسلوب مختلف في الغناء يعارض أسلوب الغناء العاطفي.

عودة الشاعر ساري لتقديم قصائده للساحة الغنائية بعد انقطاع 15 سنة, حيث سيتعاون قريباً مع راشد الفارس وماجد المهندس, وهناك مشروعات لأعمال قادمة, سينشط الساحة الغنائية بعد ركود وسيضيف روحاً جديدة على المشهد الغنائي.

الجدير بالذكر أن عدداً من الفنانين تغنوا للشاعر ساري بينهم محمد عبده وطلال مداح قبل أن ينقطع عن الساحة بل 15 عاماً. كما أنه ديوان شعري نفذ من السوق سريعاً.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد