Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/08/2008 G Issue 13093
الأحد 02 شعبان 1429   العدد  13093
سامحونا
الرحمة.. يا هؤلاء!!
أحمد العلولا

تحرص وزارة التربية والتعليم على تنفيذ برنامج دمج وإشراك الطلبة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة جنباً إلى جنب مع الأشخاص الأسوياء في مدارس التعليم العام بهدف تغيير الصورة النمطية القائمة وإشعارهم بأن لا وجود هناك لمسألة التمييز والفوارق الفردية.. هذا التوجه المحمود من قِبل وزارة التربية والتعليم سوف يحقق آجلاً أم عاجلاً نتائج جيدة وإيجابية تنعكس بالنفع والفائدة على أفراد تلك الشريحة الغالية من أبناء المجتمع الواحد حيث ستوفر لهم الشعور بالأمان وتدفعهم بعد الاعتزاز بقدراتهم وإمكاناتهم للمزيد من الإنتاجية لاحقاً.

.. لكن.. وآه من لكن التالية فبحسب رواية واقعية.. لم تكن إطلاقاً من نسج الخيال.. أطلعني عليها لاعب كرة التنس الدولي الأستاذ فهد السعد من خلال تجربته الشخصية ومعايشته لتلك الفئة في إحدى مدارس الرياض.. يقول: أثناء فترة التطبيق العملية قبل التخرج من الكلية.. ذُهلت إلى أبعد الحدود من مستوى أداء معلمي التربية الرياضية خصوصاً في ما يتعلق بكيفية التعامل مع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة حيث ينبغي إعداد خطة عمل ملائمة لقدراتهم.. وتختلف كلية عن البرنامج المعد من تدريبات لفئة الطلبة الأسوياء..

ويتابع السعد قائلاً: مضى أسبوعان تقريباً على تواجدي في تلك المدرسة لمست خلالهما حجم معاناة الطلبة القلائل من ذوي الاحتياجات.. ظهرت بوادر سلبية كالعزلة والحزن.. وقلت في نفسي.. لماذا يحدث كل هذا؟ وقررت العمل على تغيير ذلك الوضع السيئ قدر استطاعتي.. وذلك بالتفاهم أولاً مع معلمي التربية الرياضية حيث صارحتهم بقيمة معنى العمل الإنساني الخالص لوجه الله.. وأن ذلك يتطلب قدراً من التضحية لتعريف تلك الفئة بالسعادة الحقة التي لن تتحقق إلا بضرورة إشراكهم ومنحهم برامج تدريب خاصة وعدم تهميشهم إذ إن من أبسط حقوقهم المشروعة التمتع بالجانب الترفيهي أسوة بزملائهم الطلبة الأسوياء..

... حسناً بدأ الوضع يتغيَّر تدريجياً نحو الأفضل ويتذكر فهد السعد موقفاً لن ينساه طيلة العمر يستحق استعراضه للعبرة والفائدة.. يقول: وبعد أن تمت عملية دمج أبناء ذوي الاحتياجات.. وارتفعت معنوياتهم لشعورهم بالأمن النفسي والاجتماعي.. وتبدلت أوضاعهم (المقلوبة) خرجت ذات يوم من المدرسة وحينما أدرت محرك سيارتي اكتشفت أن سيارة قد أغلقت عليّ طريق الخروج! وكان (ولله الحمد) السائق.. من دولة آسيوية متواجداً.. وطلبت منه التحرك لإفساح الطريق أمامي.. ولكن!!

.. فجأة.. سمعت صوتاً منادياً من المقاعد الخلفية.. أستاذ فهد لو سمحت.. قلت: نعم.

ردت قائلة: أسأل الله رب العرش العظيم أن يعلي شأنك وأن يجعل ما قدمت لابني -المعاق- وزملائه في موازين أعمالك.. وجزاك الله خيراً يا بني فوالله أن ولدي.. فلذة كبدي كان من قبل قدومك لهذه المدرسة يبكي ألماً وحرقة كل يوم من جراء الإهمال وعدم النظر له كإنسان يستحق التقدير.. واليوم.. لأول مرة في حياتي أشعر بالسعادة الحقة بعد أن تحسنت حالة ابني النفسية.. ولهذا جئت بنفسي لأقدم لك خالص الشكر والعرفان على ما بذلت وقدمت بحق أولادنا من ذوي الاحتياجات الخاصة..

... ختاماً.. نريد أكثر من معلم بمستوى البطل الدولي فهد السعد.. يستذكر دائماً الأمانة الموكلة والملقاة على عاتقه وخصوصاً في جانب حسن معاملة أفراد تلك الفئة.. وذلك بإنصافهم ومنحهم حقوقهم المشروعة.. إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً..

وسامحونا!!

مزيداً!!

أقيمت في القاهرة فعاليات أسبوع الإخاء الرياضي المصري السعودي الأول.. الذي يُعتبر باكورة تفعيل الاتفاقية الثنائية بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمجلس القومي للرياضة التي حملت في طياتها العديد من البرامج والأنشطة الهادفة إلى رفع مستوى المحبة ودرجة الإخاء بعيداً عن مسألة تحقيق الفوز.. ومثل إقامة تلك الأسابيع الأخوية في ألعاب ليست منها (كرة القدم) سوف تساهم في خلق ثقافة جديدة قد ترتكز بعيداً عن الأطر والمفاهيم القديمة.. وبالتالي تؤكد المؤسسات الرياضية والشبابية العربية دورها التنموي في مسيرة بناء الشباب وتقدمه.

... وسامحونا!!

سامحونا.. بالتقسيط المريح!

* الهلال.. الكيان.. كالشجرة الباسقة.. تطارده حركات (الصبية) تستهدف إيذاءه والإطاحة به حتى وإن كان خارج المملكة.. لكن تبقى كل المحاولات فاشلة.. وإن كان الهلال فوق سطح القمر.. وباختصار لأنه دائماً (فوق) لن ينظر ل(حركات) الصغار!!

* الرئيس.. الإنسان.. وهو يتعهد مجدداً بتكفله دفع مرتبات اللاعب سعد الدوسري -رحمه الله- يقدم درساً مجانياً في تعلُّم مفردات التكافل الاجتماعي.

- إدارة النصر اجتهدت كثيراً في وضع الإعداد للموسم المقبل.. ودعمت فريقها بلاعبين أكفاء من الداخل والخارج.. والجميع يقول.. يا رزاق!!

- كما عرفته من قبل.. وجدته الآن -رجل علاقات من الدرجة الممتازة- يتحرك بكل نشاط وحيوية داخل منطقة لا حدود لها.. الوقت ليس ملكاً له.. وقد يصرفه في سبيل إسعاد الآخرين وراحتهم.

... عبد الله الدايل مدير عام العلاقات بالرئاسة العامة لرعاية الشباب عبارة عن شمعة تحترق من أجل الغير.. سألته أكثر من مرة.. أن يترفق بصحته ويأخذ قسطاً من الراحة.. فكان جوابه الشافي (في الصميم).. هنا تكمن سعادتي الحقة حينما أرى الآخرين.. وبخاصة من خارج المملكة.. يبادرون من جراء المعاملة الحسنة إلى رسم انطباع جيد عن المملكة حكومة وشعباً.

حقاً.. صدقت أبا عبد الرحمن وبالمزيد من التوفيق.

وسامحونا!!




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد