Al Jazirah NewsPaper Monday  04/08/2008 G Issue 13094
الأثنين 03 شعبان 1429   العدد  13094

معقباً على محمد آل الشيخ:
آراء المتخصصين مقدمة على غيرهم في كل شأن

 

عزيزتي الجزيرة

فلقد اطلعت في عدد الجزيرة رقم (13076) ليوم الخميس 14-7-1429هـ، على ما كتبه الأستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ تحت عنوان: (المرأة والسفر)، والذي جاء فيه استهجانه لشرط إذن الولي في سفر المرأة واعتبره انتهاكاً فاضحاً لكرامة المرأة وانتقاصاً من إنسانيتها، وتساءل هنالك عن مدى مشروعية تدخل السلطة في منع المرأة من السفر دون إذن زوجها أو وليها.؟ معللاً لذلك بأنه لم يحدث في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد من خلفائه أو في عهد الدول الإسلامية التي أتت فيما بعد.

ورغم أن الكاتب قد حاول التنصل من مسؤولية الخوض في ما لا يحسن عندما قال: (وأنا هنا لا أتحدث عن صحة أو عدم صحة أقوال الفقهاء في سفر المرأة دون إذن وليها، فهذا شأن آخر).. إلا أنه قد أكد بلسان الحال والمقال أيضاً قدرته الفائقة والمتفردة في الحديث عن كل قضية، وإبداء الرأي في كل نازلة ودون أن يكون لذوي الاختصاص فيها مفحص قطاة.!! وأصبح حالهم كما يقول الشاعر:

أحرام على بلابله الدوح

حلال للطير من كل جنس.؟!

عفواً أيها الكتاب الأكارم، فإن كنتم كتاباً في أعمدة الصحف وزواياها، فنحن قراء تلكم الزوايا والأعمدة، نتقبل منكم الحديث في شؤون المجتمع وشجونه، ونحب أن نسمع منكم الرأي السديد في القضايا العامة والمهمة، ويسرنا أن نجد بين سطوركم المعلومة الغائبة والفكرة النيرة والمواقف الطريفة والمبهجة، ولكن...

لا يمكن أن نتقبل منكم الظهور بمظهر العارف بكل شيء، وأن تقوموا بتهميش ذوي الاختصاص وانتحال شخصياتهم في كل علمٍ وفن، وفي كل مجال وشأن.

فنحن لن نتقبل حديثكم عن الدين أو السياسة أو الطب أو الهندسة أو غير ذلك، ما لم تدعموا مقالاتكم بما قاله أهل الاختصاص في تلكم المسائل التي تطرقونها، وما لم تضعوا رأيهم هو المقدم في صدر مقالاتكم، وهذا لا ينقص قدركم (البتة) بل يزيده ويعليه؛ لأن من قال إني أعرف كل شيء فقد أقر بأنه لا يعرف شيئاً..!!

أيها الكتاب الفضلاء، أذكركم أن أسهم الكاتب ترتفع كلما احترم ذائقة القارئ وأشبع حاجته، وكلما جعل (أمانة الكلمة وصوابها) معياراً لتحقيق أهدافه والوصول إلى غاياته، ولم يكن معياره في النجاح إثارة الرأي العام أو كثرة المعارضين والشانئين، فذلك إخفاق في التفكير قبل أن يكون إخفاقاً في أهداف الكتابة ذاتها.

والله المستعان،،

أحمد بن صالح الخنيني

إدارة التربية والتعليم بمحافظة الزلفي


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد