سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد لقد قرأت المقال القيم المنشور في جريدتكم يوم الجمعة 15 رجب 1429هـ العدد 13077 ص 35 للدكتورة جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ بعنوان (المسخ) وقد أفادت وأجادت جزاها الله خيراً وأثابها وسدد خطاها لا فض فوها ولا شلت يداها حيث تحدثت عما شاهدته في إحدى الحفلات من التعري والسفور والتشبه بالذكور ونزع جلباب الحياء نعوذ بالله من الخذلان ومن طاعة الشيطان. فالشيطان لعنه الله يريد التعري والسفور ونزع هذا اللباس الذي منّ الله به على عباده وجعله لهم ستراً وزينة وجمالا كما فعل مع الأبوين، وقد حذرنا الله من طاعته وفتنته قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (26-27) سورة الأعراف.
وقد جاء الوعيد الشديد والنهي الأكيد عن التعري والسفور والتشبه بالذكور كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) رواه مسلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي.
وفي رواية للبخاري لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء) لغة الحديث: المخنث من فيه انخناث وهو التسكر والتثني كما يفعله النساء لا الذي يأتي الفاحشة الكبرى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء) رواه النسائي في الكبرى والبزار كما في كشف الأستار، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه البزار بإسنادين رجالهما ثقات ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يمنّ على نسائنا ونساء المسلمين بالحياء والستر إنه حيي ستّير يحب الحياء والستر.
عبدالرحمن بن صالح الدغيشم-الرياض