Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/08/2008 G Issue 13096
الاربعاء 05 شعبان 1429   العدد  13096

دفق قلم
الباحة وأزمة الماء
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

في منطقة الباحة أزمة مياه كبيرة، أصبحت مشكلة يعاني منها الناس، الباحة تشكو من العطش، بعد أن جفَّت الآبار، وقلت الأمطار، فمن الذي ينقذ المليحة الحسناء من سطوة الظمأ، ومن الذي يمنحها شربةً من ماء، تعيد إلى طبيعتها الساحرة البهجة والرُّواء؟

الله سبحانه وتعالى هو الذي ينزِّل الغيث متى شاء، ويمنح عبادَه من فضله متى شاء، وهو الذي يسقي الظامئين متى وجد منهم صدق التضرُّع والدعاء.

الباحة تعاني من قلّة المياه، هذه حقيقة يعيشها الناس هذه الأيام، ويتحدثون عنها، ويتناقلون أخبار صعوبة جلْب الماء، بعد أن تزاحم الناس على طلب (وايتات الماء) التي أصبح الحصول عليها همّا من الهموم اليومية التي يعاني منها الناس.

هل الباحة وحدها من بين مناطق المملكة في هذه المعاناة القاسية؟ جواب الواقع (كلاَّ) فأزمة المياه موجودة في معظم مناطق المملكة ولكنَّ هنالك حلولاً لهذه الأزمة تمَّ تحقيقها عن طريق مشروعات التحلية التي أنشأتها الدولة فكانت علاجاًً لمشكلة أزمة المياه، وهي وإن كانت علاجاً وقتياً، أو ناقصاً في بعض المناطق، إلا أنها خفَّفت من معاناة الناس، وحقّقت لهم شيئاً من حاجاتهم في أهمِّ عنصر من عناصر الحياة الرئيسة.

مشكلة الماء في الباحة أصبحت لافتةً للنظر في السنوات الأخيرة لأن المنطقة لم تفرح بمشروع للتحلية يناسب حجم المشكلة، فالبحر ليس بعيداً عن المنطقة، وللبحر دور كبير في الإنقاذ من مشكلة نقص المياه، ومنطقة الرياض خير شاهد على ذلك، فهي بفضل الله تعالى ثم بالجهد الكبير من الدّولة، تجد علاج مشكلة نقص المياه، وقلّة الأمطار، من مشروع تحلية مياه البحر الكبير الممتد إليها من المنطقة الشرقية، حيث أصبح الحصول على الماء ميسوراً، وكذلك مشروع تحلية مياه البحر في أبها، فقد عالج أزمة المياه في المنطقة، بالرغم من أنَّ معاناة منطقة أبها من قلَّة الأمطار، أقل من معاناة منطقة الباحة.

لقد أصبح الحصول على (وايت الماء) همّا يومياً في الباحة، وأصبح شكل هذا (الوايت) حاضراً في خيال كل أسرةٍ تنتظر قدومه الذي لا يتحقق إلا بثمن كبير، وبعد وقت انتظار طويل.

الباحة بجبالها الشاهقة البديعة، وشجارها الباسقة، وأوديتها الجميلة برغم تخلُّف الأمطار، وغاباتها، وقراها الكبيرة المتناثرة فوق قمم الجبال، وفي بطون الأودية، الباحة بساكنيها وسائحيها وبمشروعات التنمية فيها، تبعث برسالة مختومة بشذا ريحانها وشيحها وكاديها وبُعيثرانها إلى ولاة الأمر قائلة لهم بكل حب وتقدير وأملٍ في الله ثم فيهم:

ألا يمكن أن أفرح بمشروع تحلية مبارك يمتد إليّ من البحر الأحمر القريب مني، يمنحني إحساساً بالأمان؟

إشارة:

شكوت وما الشكوى لمثلي عادة

ولكن تفيض النفس عند امتلائها

www.awfaz.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد