Al Jazirah NewsPaper Thursday  07/08/2008 G Issue 13097
الخميس 06 شعبان 1429   العدد  13097

حتمية الموت
أ.د. عبدالرحمن بن سعود الهواوي

 

لا يوجد إنسان على وجه البسيطة إلا وقد فجع وحزن بموت شخص عزيز عليه. وأنت إذا تصفحت يومياً الجرائد المحلية اليومية فلا بد أن تجد فيها خبراً عن موت شخص، أو نعي شخص مات. والموت هو المصير الطبيعي المحتوم الذي ينتهي إليه كل كائن حي، ولله سبحانه وتعالى في ذلك حكمة. وقد ورد ذكر الموت وحتميته في آيات عديدة في القرآن الكريم. قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}(185) سورة آل عمران. وقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (57) سورة العنكبوت. وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (8) سورة الجمعة. وكما قلنا إن الموت هو المصير النهائي للكائن الحي -في الحياة الدنيا- ولكن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يمكن أن يعرف ويتصور موته. ويخاف معظم الناس من الموت، ويحاولون حتى نسيانه. ويعتبر خوف البشر من الموت أحد أهم العوامل الأساسية في تطور وتقدم الحضارة الإنسانية. وقد بحث ولا يزال يبحث الإنسان عبر تاريخه عن إيجاد وسيلة طبية ناجعة يستطيع بواسطتها تأخير موته. قال أبو الطيب المتنبي:

وقد فارق الناس الأحبة قبلنا

وأعيا دواءُ الموتِ كل طبيب

سبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها

مُنعنا بها من جيئةٍ وذهوب

إضافة لذلك فقد حاول الفلاسفة ورجال الدين وغيرهم معرفة ماهية ومعنى الموت. وقد تطرق فيلسوف العرب الكندي في رسالته عن دفع الأحزان إلى الموت فقال: (نحن نعتقد أنه لا شيء أسوأ من الموت. لكن الموت ليس شراً، وإنما الشر هو الخوف من الموت، لأن الموت تمام لطبيعتنا. وبدون موت، لن يوجد إنسان أبداً، لأن تعريف الإنسان هو أنه حيوان عاقل فانٍ. فلو لم يكن موت، لم يكن إنسان، لأنه إن لم يمت، لم يكن إنساناً، ولخرج عن طبيعة الإنسان. والأمر السيئ هو ألا نكون ما نحن إياه، وبالتالي الشيء السيئ هو ألا نموت. وإذن فالموت ليس بشر).

الرياض 11642 ص ب 87416

dr.a.hawawi@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5834 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد