Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/08/2008 G Issue 13102
الثلاثاء 11 شعبان 1429   العدد  13102
هنيئاً لنا وللجامعة وللتعليم العالي
د. ناصر محمد الداغري

مع علاقتي الوطيدة بالأعلام فلست ممن يحبون الكتابة في صفحات الجرائد إطراءً ومدحاً، ولكن الذي دعاني للكتابة اليوم هذا الصمت تجاه السبق الكبير لجامعة الملك سعود، فهي الأولى عربياً وإسلاميا وإفريقيا وشرق أوسطيًا في التصنيف الإسباني للجامعات، وحق لكل منتسب لهذه الجامعة بل لكل مواطن سعودي أن يفتخر بهذا السبق ويثني على كل من أسهم في هذا الإنجاز، إحقاقاً للحق وشكراً لمن يستحق الشكر (ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله).

وكم تمنيت أن تسطر عبارات الشكر وتحرر المقالات من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة ليكشفوا للناس سر هذا النجاح وملامح العمل الدؤوب المخلص لصانعي هذا الإنجاز. أين أولئك الذين ارتفعت أصواتهم لوماً وجرحاً قبل عام ونصف عندما صدر التصنيف الأول؟ أين هم الآن؟ أليس لديهم كلمة إنصاف يجب أن يقولوها أو كلمة ثناء يذكرون فيها المخلصين من أبناء هذه الجامعة.

لقد بلغت المقالات آنذاك أكثر من 398 مقالاً متنوعاً في الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية فأين هم اليوم؟ ولعل تمتع الكثير منهم بإجازاتهم السنوية حال دون متابعتهم للحدث الكبير والإنجاز العظيم.

ولكن كيف تم هذا الانجاز؟ دعوني أسرد لكم حكاية هذا التقدم فمن مركز (2998) إلى (380) خلال سنة ونصف لقد تم التصنيف الأول بناء على معلومات أخذتها الشركة من موقع الجامعة في ذلك الوقت والذي كان لا يحتوي على الأبحاث العلمية المنشورة ولا على التخصصات في كل كلية وبرامج الماجستير والدكتوراه ولا يحتوي على عدد الباحثين ومساعديهم ولا يبين المختبرات والمجاميع البحثية ولا يحتوي كذلك على مواقع لأعضاء هيئة التدريس.

أما اليوم فموقع الجامعة صورة لما يجري في داخلها من تعليم، وبحوث، وثقافة، وإنجازات فيحتوي على:

- عدد الأبحاث العلمية المنشورة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة التي ارتفعت خلال السنة الأخيرة إلى أكثر من (40 %) مقارنة بالأعوام الماضية.

- عدد التخصصات وبرامج الماجستير والدكتوراه في كل كلية.

- أسماء الباحثين ومساعديهم، وإنجازاتهم العلمية.

- المختبرات العلمية والمجاميع البحثية والتي زادت بأكثر من (100%).

- مواقع أعضاء هيئة التدريس، فقد أصبح لكل عضو هيئة تدريس له موقع خاص به يضم عدد الأبحاث التي نشرها وتخصصه والمقررات التي يدرسها ومحتواها العلمي وطرق التدريس ووسيلة الاتصال.

- الاتفاقيات التي عقدتها الجامعة مع جامعات عالمية وهذه الاتفاقيات زادت أضعافاً مضاعفة.

- كراسي البحث التي قفزت من كرسي واحد إلى مئات الكراسي.

- الاتفاقيات مع العلماء والمبدعين في مجال المعرفة مثل الحائزين على جائزة نوبل البالغ عددهم أكثر من عشرين عالماً ومثل مشاهير الأطباء والمخترعين.

- مراكز المعرفة ومراكز خدمة المجتمع ومواقع مراكز التميز البحثي وبرامج التوأمة.

إن ما قام به معالي مدير الجامعة عبدالله العثمان والفريق الذي معه سواء وكلاء الجامعة وعلى رأسهم د. علي الغامدي أو الوكلاء الآخرون وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام والموظفون خلال هذه السنة والنصف لا يعد إنجازاً فقط بل هو نموذج للعمل الجاد المثمر؛ فلقد فتح د. عبدالله العثمان المجال للجميع لأن يقدموا ما لديهم، لقد شجع الباحثين ومساعديهم وأمن لهم الدعم المادي والأجهزة وقدم كافة التسهيلات اللازمة لدعم البحث العلمي, وأوجد كراسي البحث ووقع الاتفاقيات مع الجامعات العلمية وأحضر العلماء المميزين وزاد أعضاء هيئة التدريس وعمل اتفاقيات توائمه، لقد زاد فرص حضور المؤتمرات فكان في السابق مقصوراً على مؤتمر واحد أو اثنين بحد أقصى، كما قام بتحفيز أعضاء هيئة التدريس بزيادة مكافآت وجوائز تصرف في المجال البحثي مع الزيادة في مكافآت الباحثين، وتطوير مهاراتهم، وإيصال التعليم الإلكتروني.

سوف أضرب مثالاً واحداً للدعم في المجال البحثي خلال المدة المنصرمة. ففي المختبر الذي أعمل فيه زاد عدد الباحثين من 2 إلى 12باحثاً و زاد عدد الأجهزة من 3 - 10 أجهزه، و أنجز (13 بحثاً) في مجلات علمية مختلفة. كما أن مركز بحوث كلية العلوم ضاعف عدد البحوث المدعومة إلى (100%) وزادت ميزانيته (40%) ولقد تم نشر (80) بحثاً من الأبحاث التي دعمت خلال السنة والنصف الماضية.

إنه حقاً إنجاز بكل ما تعنيه الكلمة من معني. مهما قلت لن أعطي هذا الرجل حقه ولكن ليس لدينا إلا الدعاء بالتوفيق والسداد. وهنيئاً للجامعة بك وهنيئاً للتعليم العالي بك وليفرح المخلصون المحبون لهذا الوطن المعطاء ومزيداً من التقدم والرقي يا أبا عبدالرحمن.

وتقبلوا فائق تحياتنا،,,

- مدير مركز البحوث بكلية العلوم



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد