Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/08/2008 G Issue 13102
الثلاثاء 11 شعبان 1429   العدد  13102
شكراً أيها العسكريون الأبطال
فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري

لم يسبق لي أن كتبت عن معركة هي أهم المعارك، وجهاد من أفضل الجهاد، وحرب ضد الجميع بلا استثناء إلا أعداءنا فيها، ما السبب؟ ولماذا؟ لم أكتب؟ حقيقة لا أدري، وها أنا اليوم أحرك قلمي عبر منبر جريدتنا الجزيرة عن هذه الحرب الضروس، والتي هي من أقوى وأشد المعارك ضرارة خاصة في السنوات الأخيرة، أعان الله المجاهدين فيها، أما لماذا كتبت الآن؟ فلأني لما زرت محافظة شرورة عروس الربع الخالي، والتي هي ثغر من ثغور المجاهدين في هذه الميادين الدامية، صادف ذلك يوم الخميس 22-61429هـ والذي يوافق اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، فقد رأيت ما سرني، وأثلج صدري، حيث الحفل الجماهيري الكبير بقيادة الرائد عائض بن زياد المطيري مدير قسم مكافحة المخدرات بمحافظة شرورة، وما تم فيه من فقرات، ومداخلات وكلمات، وعروض مرئية، ولقد رغب الإخوة أن ألقي كلمة بهذه المناسبة، فما كان مني إلا أن ارتجلت كلمة قلت فيها: إن مكافحة المخدرات معركة كبرى، ومنازلة عظمى إنها الحرب على المفسدين، إنها الحرب على المخدرات.

شكراً أيها العسكريون المجاهدون، شكراً ثم شكراً، فأنتم في عمل جليل، وعبادة عظيمة، ودفاع عن الوطن، وجهاد ضد المتأمرين عليه، ثم قلت: وحقيقة أنا لست من المتخصصين في هذا العمل، ولا أعرف الكثير عن المخدرات، ولكن أعرف أن المخدرات تذهب الدنيا والدين، وتفسد العقول، وتأتي على المال، وتقتل الغيرة، وتنزع الرحمة من قلوب متعاطيها، وتقضي على الحياء، وتقلق النفس، وتعكر المزاج، والخمر قالوا عنها قديماً: أنها تزيل العقل، وتسبب الصداع، وكثرة التبول، وكثرة القيء، فإذا كان هذا فعل الخمر فكيف بالمخدرات؟!، إن المخدرات مؤامرة كبرى ضد البشرية! وضد الحياة السوية وضد الإنسانية جمعاء، ضد البناء والإصلاح والاستقرار، وضد السلام والإسلام، وهي لا تجتمع مع السعادة أبداً أبداً، وقل ما شئت في مخاطرها وأخطارها!!

ثم قلت: اتق الله يا من تتعاطى شيئاً من المخدرات، واتق الله يا من تسعى في ترويجها، ثم اتقوا الله يا من تتسترون على متعاطيها أو المروجين لها، واعلموا أنكم في الإثم سواء، حتى وإن لم تشاركوهم فيها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخمر: (لعن الله شاربها، وساقيها، وحاملها والمحمولة إليه). فهم في الإثم سواء، وإني من منبر الجزيرة أناشد كل مسلم غيور، ومواطن صادق، وعاقل حكم عقله، أن يبلغ عن متعاطي المخدرات، أو المروجين لها، إلى أي قسم أو وحدة لمكافحة المخدرات، أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو الشرطة أو المباحث ولا تأخذكم بهم رأفة في دين الله، إن أصحاب المخدرات المتعاطين والمروجين أعضاء فاسدون، ومعاول هدم، ومرضى فطرة، وجرثومة ضارة، وشجرة خبيثة يجب التحرز منها، والسعي في علاجها، وبذل الوسع في ذلك، فإن ضاقت الحيل، فما لنا إلا اجتثاثها {..كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} (26) سورة إبراهيم.

نعم إن الإبلاغ عنهم هي المواطنة الحقة، والإصلاح، وهو البناء، وهي الحياة {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ...} (179) سورة البقرة، وقطع ما لا تنفع مداواته هو العلاج الأمثل.

وأخيراً شكراً لكل رجل أمن يعمل في هذا السلك، شكراً لرجال مكافحة المخدرات، في جميع محافظات ومناطق بلادنا الغالية.

الله أسأل أن ينصرهم، وأن يمدهم بعونه، لأنهم حماة الوطن، وحراس الفضيلة، وهم المجاهدون حقاً {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69) سورة العنكبوت. فامضوا أيها العسكريون يا رجال مكافحة المخدرات لما أمركم ربكم، ولن يترككم أعمالكم، والشكر موصول لقائدكم وأميركم المبجل في هذا الجهاد العظيم، الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود. أسأل الله أن يجعل له من أمره رشداً، وأن يأخذ بناصيته للبر والتقوى، وأن يفعل هذا بسائر العلماء والأمراء، والمسؤولين في وطننا الكبير.

حفظ الله وطننا من كل مجرم لا يؤمن بيوم الحساب.

- مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة المجمعة


fh3300@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد