بمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم أعاده الله على قراء (صحيفتنا) بالصحة والعافية وطول العمر، أقول بمناسبة قرب الشهر الفضيل تبدأ (مناسبة هروب الشغالات والسائقين)، وفي نفس الوقت (تبدأ مناسبة البحث عن الشغالات لهذا الشهر مؤقتاً)، حيث يصل راتب الشغالة إلى أكثر من خمسة آلاف ريال، هذا إذا أكملت الشهر بسلام؛ حيث (سماسرة) توظيف الشغالات (غير القانوني) على الأبواب في الشوارع والأسواق ومواقف السيارات والجميع يعرض (بضاعته) الثمينة بمواصفات رمضانية مثل (تجيد إعداد السمبوسة والهريس والشوربة والكباب وباختصار كل أكلات رمضان المبارك) والغريب أن هؤلاء (السماسرة) هم أنفسهم يقنعون (الشغالات) بالهروب واللجوء إليهم وسيضاعف راتبها خمس مرات.

وبالأمس هرب سائقنا (هو على فكرة سائق ولا كل السائقين.. طيب.. هادئ.. وراض عن وجوده معنا حيث قضى أكثر من عشر سنوات في خدمتنا ولم يفكر يوما أن يتركنا.. إلا أن (ساري) أراد أن يتابع (الموضة) الجديدة ويجرب غيرنا حتى يعرف قيمتنا).

وبعد مضى ثلاثة أيام على غياب (ساري) جاءني اتصال من أحد السماسرة يعرض علي خدماته بتوفير سائق يقوم بأعمال (ساري)، وكنت والعائلة بالفعل في حاجة إلى سائق حيث إن الحصول على سائق بالطريقة النظامية يحتاج إلى خمسة أشهر وثمانية آلاف ريال على أقل تقدير.. قلت للسمسار أرسل السائق.. قال: بابا أنا أحتاج (هدية) منك.

قلت: وأي أنواع الهدايا.

قال: علشان السائق الجديد.

قلت: تقصد تكريم أو مكافأة؟

قال: نعم.. وراتب السائق (1500) ريال.

قلت: أرسله.

وجاء السائق الجديد فسألته أنا: عندك رخصة؟

هو: مابي.

أنا: عندك إقامة؟

هو: مابي.

أنا: عندك جواز سفر؟

هو: مابي.

أنا: تعرف تسوق سيارة؟

هو: مابي.

أنا: كيف جئت إلى السعودية.

هو: مابي.

أنا: (مابي) شغل.