Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/08/2008 G Issue 13103
الاربعاء 12 شعبان 1429   العدد  13103

إنقاذ أطفال فرط الحركة
بدر بن أحمد كريّم

 

لا أعرف عدد الأطفال السعوديين المصابين به، ولكني أعلم أن فرط الحركة وتشتت الانتباه (مرض سلوكي يتم تشخيصه عند الأطفال والمراهقين، وهو منتشر في جميع أنحاء العالم تصل نسبة الإصابة به إلى نحو 10% من أطفال المرحلة الابتدائية) وبالتالي أصبح شائعاً بين أطفال هذا المجتمع مما استدعى إنشاء (مجموعة دعم ذوي اضطراب الحركة وتشتت الانتباه) وضعت لأهدافها خُططا وبرامج، وترأسها طبيبة سعودية معروفة (د. سعاد يماني_ استشارية المخ والأعصاب) تردد أنها وراء فكرتها حتى أبصرت النور، وأضحت واقعاً يدافع عن حقوق الذين أصيبوا بالمرض إلا أنه يبدو أنّ خُططها تواجه عقبات، ولذلك طالبت د. سعاد (بأن يقوم التعليم العالي بتخصيص عدد من البعثات_ بكالوريوس_ ماجستير_ دكتوراه_ وأن تقوم كليات التربية والمعلمين، بتضمين خُططها الدراسية مقررات حول فرط الحركة وتشتت الانتباه) لكنّ الأهم - في رأيي الذي ينبغي أن يعطى أولية - هو: برنامج التدخل المبكر الذي يبدأ من سن القبول في الحضانة، وأن يتولى البرنامج تعليم الشباب والشابات على تلك الحالات المرضية، وقبول الطلاب من ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه (من النوعين) في برامج التعليم العام، ومع زملائهم العاديين.

هناك مسؤوليات أخرى تقع على عاتق وزارة الشؤون الاجتماعية، وأتمنى من وزيرها (الدكتور يوسف العثيمين) أن يوليها عناية بالغة وهي: أن تؤهل مراكز التأهيل المهني الشامل هذه الفئة، كل تكون عنصراً بشرياً فعالاً في تنمية مجتمعها، وتعود إليه وهي قادرة على الانتباه والتركيز، تجد متعة في القراءة، أو مشاهدة الرائي (التلفاز) أو الأنشطة التي تحتاج إلى الهدوء والسكينة.

حاجات أخرى أتضامن مع د. سعاد في المطالبة بها: قيام الجمعيات الخيرية بتوفير الخدمات الخاصة لهذه الفئة، وتوفيرفرص عمل لها في القطاعين: (الحكومي والأهلي) وقيام الإعلام السعودي بشقيه: الرسمي والخاص بطرح قضيتهم، ومناقشة حاجاتهم، وحقوقهم الإنسانية، فقد توصلت دراسة حديثة جرت في بريطانيا إلى أن الأطفال المصابين بهذا المرض (تتحسن حالتهم مع تقدم العمر، ويتعلمون كيفية التصرف والمواءمة لحاجاتهم، وتقل حركتهم المفرطة مع مرحلة البلوغ، والذين يجدون الدعم والحب من الوالدين، ويتعاونون مع المدرسة والطبيب المعالج يمكن تحسن حالاتهم بدرجة كبيرة، كما يمكنهم التكيف مع حياتهم اليومية).

الأطفال أحباب الله، وأتذكر - بهذه المناسبة - بيتين من الشِّعر للشاعر العربي الكبير (بدوي الجبل) ردّدها مَنْ اسميه والدي (با بدر) الصديق حمد بن عبدالله القاضي (عضو مجلس الشورى) في إحدى مداخلته قال:

ويارب من أجل الطفولة وحدها

أفضْ بركات السِّلْم شرقاً ومغرباً

ويارب حبِّب كل طفل فلا يرى

وإن لَجّ في الإعْناتِ وجهاً مُقَطّبا

من المهم إنقاذ أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه في المجتمع السعودي، ودعمهم بالمال، والعلاج، والتعليم، والرعاية، والتأهيل، والتوظيف، وكلها حق من حقوقهم الإنسانية، وحاجة من حاجاتهم الأساسية والضرورية، تصديا لأخطار هذا المرض، فأنقذوهم منه حتى لا ينعكس بشكل كارثي على المجتمع السعودي.

فاكس : 4543856 الرياض


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد