Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/08/2008 G Issue 13103
الاربعاء 12 شعبان 1429   العدد  13103

الشاهد بيت واحد
الشعر سحر بغموضه ووضوحه
أحمد عبدالله الدامغ

 

قد يصح القول إن العربي منذ عرف الشعر كلغة مؤثرة في ثقافة حياته، وطرب لسماعه، وأنشأ له الأندية والأسواق التي يعرض فيها أحسن ما قيل ويعلق أجوده بأستار الكعبة، ولذا سميت بعض أشعار الجاهلين ب(المعلقات) نسبة لتعليقها بالكعبة دلالة على جودتها.

وهو -والمعني بذلك الشعر- قد أخذ مكانة أدبية في المجتمع العربي، ومساحة كبيرة في كتب التراث وأخذت دواوين الشعر حيزا لا بأس به في المكتبات.

وبأجوده تقوم الدنيا بين الناس وتقعد، والذين يوصفون بالشعراء يعرفون حينما يريدون صناعته من أين تؤكل الكتف -كما في المثل- فهم حينما يرون للذم هدفا تعجب من تفننهم في ذلك وهم يمدحون إذا رأوا للمدح منطلقا يصنعون منه الحكمة والمثل السائر، ويصنعون منه شواردا يحفظها الناس ويرددونها في مجالسهم إذا اقتضت المناسبة الاستشهادية.

والشعراء يختلفون في مناهجهم الشعرية من ناحية وضوح المعنى وغموضه، ولهذا نسمع من بعض النقاد الذين يلتبس عليهم شرح ما غمض من قصد الشاعر بقولهم: (المعنى في بطن الشاعر)، أما البعض الآخر من النقاد الذين لهم ضلوع في فهم الشعر غمض أو وضح معناه، فإنهم يعرفون تمام المعرفة أن من الشعر ما يشبه السحر، وهم يدركون حله لأنهم يعرفون أن الشعراء في بعض حالاتهم يقلبون مأساة الأمور والأشياء إلى فرح وملهاة. وذلك ما أشار إليه الشاعر الموريتاني زين العابدين بن عبدالله بن بيه بقوله:

الشعر سحر لمن فكوا طلاسمه

قد يقلب الشاعر المأساة ملهاة(1)

***

(1) ديوان (ساعي البريد) لزين العابدين بن بيه ص45.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد