Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/08/2008 G Issue 13103
الاربعاء 12 شعبان 1429   العدد  13103
وتاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

كنا ننادي بتطوير التعليم في مدارسنا، وندعو إلى رفع مستوى المنتج التعليمي في مختلف مراحل الدراسة، والمتخصصون منا ينادون بتحديث المناهج الدراسية، وتطوير محتوياتها، بما يتناسب وعصرية المعلومة، وبخاصة في الجانب العلمي من المناهج والمقررات.

وبغض النظر عن الزمن الذي ستأخذه عملية التحديث هذه، فإننا في النهاية سنصل بحول الله إلى ما يرضي تطلعاتنا، وينير عقول أجيالنا وهي تتنقل بين المدرسة والجامعة في دروب العلم ومظانه.

لكن البعض توهم أن التحديث يعني التغريب، فقفز عن الثوابت والأصول التي تعتبر أساساً لبناء الشخصية العربية المسلمة، إلى مناهج تقوم فقط على معادلات علمية صرفه، تحت ما يسمى المدارس العالمية، واستبعدوا كل ما يرسم ملامح الشخصية الحقيقية للطالب، وما يشكل النواة الأولى لبناء الذات، وأقصد مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية، ولكي يذروا الرماد في العيون، وضعوا بعض المناهج المهلهلة في تلكما المادتين، بحيث لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يشكل عاملاً مؤثراً في بناء الذوق ورعاية الفطرة.

صحيح أن المدارس العالمية تثري جانب اللغة الأجنبية وتعد الطالب لتلقي العلوم الجامعي بكفاءة أكثر، وتمكنه من خوض الحياة العملية بقدرة أوسع، إلا أن ذلك لا يغني بأي حال من الأحوال عن بناء الهوية الوطنية، والتي لا يمكن أن تبنى بدون الاهتمام بمفرداتها الأساسية وأعني اللغة والدين.

لست مع مواد اللغة العربية بما فيها من جمود منذ سنين طويلة، وبما تفتقر إليه من بناء الذائقة السليمة عند طلابنا، ولست أيضا مع مقررات التربية الإسلامية كما هي بما فيها من ثبات وجمود أيضا، بما لا يتناسب في كثير من الأحيان مع الفئة العمرية التي تدرسها، ولكنني بالقطع مع بقاء هذه اللغة القوية في مدارسنا بقوة، ومع بقاء مادة التربية الإسلامية المختارة بعناية بقوة أكبر، وأؤمن إيمانا راسخاً أن كل من يغفل عن هذين المكونين الأساسيين للذات، إنما يكتب بيده أول كلمة في إعلان أمية الوطنية، وروحه الملتزمة الشفيفة.. ليس مهماً أن يتلقى أبناؤنا العلم وحده لكن المهم أن يتلقوا علماً وتربية، لأن التعليم والتربية صنوان لا يمكن الفصل بينهما حتى مع كل الحجج التي يسوقها البعض لتغريب التعليم بينما هو ينادي في الظاهر إلى تحديثه وتطويره.

هناك من يحاول أن يخوض تجربة خاضها غيرنا، وبعد سنوات قليلة اكتشف أنه خسر جملاً ليريح هراً.. وتاليتها؟!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5940 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد