Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/08/2008 G Issue 13104
الخميس 13 شعبان 1429   العدد  13104
وداعاً درويش

رام الله - نائل نخلة:

ووري ظهر أمس الأربعاء جثمان الشاعر الفلسطيني والعربي الكبير محمود درويش في أعلى تلة تطل على مدينة القدس المحتلة، وسط مشاركة عشرات الآلاف من المواطنين الذين اصطفوا على جنبات الطريق أثناء مرور موكب التشييع من وسط المدينة الذي نقل جثمانه بطائرة إمارتية خاصة من أحد المستشفيات الامريكية إلى مطار ماركا المدني في الاردن، ثم نقل عبر مروحية أردنية إلى مقر المقاطعة بمدينة رام الله المحتلة وسط الضفة الغربية، وكان في استقبال جثمان الفقيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض وعدد كبير من الشخصيات الوطنية والدينية وممثلي الدول الاجنبية والعربية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، إلى جانب والدة الشاعر درويش وعائلته التي قدمت من الجليل الاعلى شمال فلسطين المحتلة عام 48 للمشاركة في وداع درويش.

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة تأبينية جميع الجهات الرسمية في السلطة الفلسطينية الى الاهتمام بجبهة الثقافة وتوفير الرعاية الكاملة لها وتوفير الامكانيات اللازمة لها، وقال الرئيس محمد عباس في تأبين الشاعر الكبير محمود درويش في مقر المقاطعة أمس: نودع نجماً أحببناه إلى درجة العشق، وإن الفارس العنيد ترجل عن صهوة الشعر والأدب ليترك فينا شمساً لا تغيب، ونهراً لا ينضب، من عطاء الخير والبشائر والأمل فيضعنا أمام امتحان الصبر والقدرة على استمرار العطاء والإبداع، وإدامةِ تألق المشهد الثقافِي والإجابةِ على إشكالياته وتساؤلاته، وليبقى المقرر في صياغة المستقبل، وتحديدِ مضامينهِ، وتبليغِ رسائلهِ، المعمدةِ بالحريةِ والعدالةِ، العابقةِ بالجمالِ والمحبةِ، البانيةِ للهويةِ والشخصيةِ الوطنيةِ المستقلةِ، المؤسسةِ للحلُم والأماني، المنبعثةِ من الأمل الواثق بتجسيدها دولة الشعب الفلسطيني، حاضنة هويته وحريته وتطلعاته، ذات السيادة، والمستقلة، المساوية بين جميع أبنائها، ولجميعهم على شتى عقائدهم وانتماءاتهم، دولة القانون والمؤسسات والحكم الرشيد، الذي نذر محمود درويش نفسه يحلُم بها ويغني لها، ويمجّد نشيدها ويناضل لتجسيدها.

كما ألقى الشاعر الفلسطيني سميح القاسم كلمة تأبين خاطب فيها رفيق صباه الراحل محمود ب(يا أخي الذي لم تلده أمي) صب فيها جام غضبه على إسرائيل التي وصفها بأنها مجتمع استيطاني غاصب.

وقال ابن الشاعر الراحل شقيقه الاكبر أحمد درويش: (ها قد عاد إلى ثراكم، عاد أخوكم وصديقكم وزميلكم ورفيق دربكم إلى هذا المكان الرمز، عاد إليكم لغة وفكرا ونهجا وترابا، ومن أحق منكم وفاءً لهذه الأمانة، ومن أحق من هذا المكان القريب من القدس، وجار مثوى القائد الرمز المرحوم ياسر عرفات).

وأضاف: (آن لهذه الجماهير أن تحقق أمنياتها بإقامة الدولة وعاصمتها القدس، وأن ترتاح من التضحيات التي لا تتوقف، لكي تبني السلام، والمستقبل بأمان، أصافحكم واحدا واحدا، واحدة واحدة، فلكم طول العمر ولمحمود الرحمة).

وتوجه موكب الجنازة نحو القبر الذي أعاد للشاعر قرب قصر الثقافة في رام الله على هضبة تطل على مدينة القدس. وشارك آلاف الفلسطينيين في تشييع جنازة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش (67 عاما) الذي تبنى القضية الفلسطينية في قصائده في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة. وبدأت بلدية رام الله منذ يوم الاثنين في اعداد الموقع الذي سيقام فيه ضريح درويش والذي سيكون إلى جوار قصر الثقافة في البلدية. وأقيمت لدرويش جنازة شبيهة بالمراسم الرسمية، والتكريم الذي صاحب الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى مثواه الاخير. وتعتبر جنازة درويش في رام الله امس أول جنازة رسمية تقيمها السلطة الفلسطينية منذ جنازة عرفات عام 2004م.

وعقب انتهاء مراسم استقال جثمان المرحوم درويش في رام الله نقل على ظهر مركبة عسكرية يلفه العلم الفلسطيني إلى شارع الارسال مرورا بدوار المنارة وسط رام الله، وصولا إلى قصر رام الله الثقافي الذي يطل على مدينة القدس من الناحية الجنوبية، ووقف عشرات الآلاف من الفلسطينيين على جنبات الطريق لالقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه قبل أن يوراى الثرى.

وكانت مراسم وداع نظمت في مطار ماركا العسكري شرق عمان حيث وصل جثمان محمود درويش من الولايات المتحدة صباح أمس ونقلت طائرة أرسلها رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان جثمان درويش من الولايات المتحدة إلى مطار ماركا العسكري شرق عمان.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد