Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/08/2008 G Issue 13104
الخميس 13 شعبان 1429   العدد  13104
لا تغشوا أبناءكم بالفشار والمشروبات الغازية

لقد اطلعت مساء الاثنين 10 شعبان 1429هـ على مقال للأخت الكاتبة سلوى أبو مدين في جريدة «الجزيرة» صفحة الرأي، تحت عنوان (مفهوم الحب عند الأطفال) فلما قرأته قلت في نفسي فما هو مفهوم الحب عند الكبار (الآباء والأمهات)؟!!

يتسابق الآباء، كل الآباء، إلى إسعاد أولادهم، فيبذل الوالد ماله ووقته وجهده في إسعاد أولاده، يؤمن لهم المأكولات والمشروبات، وكذا الألعاب والملهيات، يقف معظمنا عند هذا الحد، كما أن كثيراً من الأمهات يسرفن في اقتناء ما تحتاجه بناتهن من حاجات، ظانين أننا بهذا أو ذاك نستجلب حبهم وعطفهم، ونأمل منهم رد الجميل، والبر بنا، والعطف علينا وبخاصة عند كبرنا، والحق أننا حرمناهم وإن أعطيانهم، وبخلنا وإن جُدنا بأموالنا، عققناهم وإن زعمنا برّهم، أما كيف ولماذا؟

فلأن أولادنا أحوج ما يكونون لعواطفنا وعباراتنا، وقبلاتنا وأحضاننا، ومشاعرنا وكلماتنا، نعم لقد حُرم كثير من الأولاد ذكوراً وإناثاً القُبلة والضم والشم، والدعابة والمدابعة، والحضن والاحتضان، وعبارات الحب والمحبة، والرحمة والمشاعر الصادقة. إن أولادنا يريدون أن يسمعوا كلمة أحبك يا فلان أو يا فلانة، كما أنهم بحاجة إلى العاطفة الصادقة والجلوس معهم وإليهم، إن بعض الأمهات تخلت عن ولدها ليكون من حظ ونصيب الخادمة، ثم نرجو براً وحباً وإحساناً وعطفاً.

تشتكي الأم من عقوق ولدها، وجفوته، وسوء عباراته، لقد عققته قبل أن يعقك، أولادنا لا يحتاجون طعاماً أو شراباً أو كساء، بقدر ما هم بحاجة لغذاء النفس ودواء الروح، حتى التربية البدنية والتي نقوم بها فيها ما فيها من غش لهم، فهم يأكلون ما لا ينفع من الفيشارات وكذا المشروبات كالغازيات، فلا تقل هذه مطالبهم، أو أنا لا أقدر على حرمانهم، على كل حال أقترح على كل أب وأم التالي:

1- منع أولادنا من المأكولات كالفيشارات والغازيات، ومنع دخولها إلى بيوتنا إلا في المناسبات العامة، أو عند الأقارب.

2- إرغامهم على النوم بالليل وبخاصة في إجازة الصيف، ولو شيئاً منه.

3- تقليل مكوثهم أمام الشاشات قدر الإمكان حتى ولو كانت قناة المجد.

4- إيقاظهم بالنهار حتى يناموا بالليل.

5- الجلوس معهم ولو ربع ساعة يومياً، ومداعبة الكبير والصغير، والتأسي برسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في ذلك.

6- إيراد القصة الهادفة والرواية الواضحة، وتشويقهم كل ليلة لواحدة منها.

7- الاستماع إليهم بإصغاء واحترام.

8- تربيتهم على الخوف من الله وحده لا من الشرطي أو الطبيب أو الذئب... الخ.

9- إلزامهم بالنظافة كتفريش الأسنان أو السواك، ونظافة الأنف والبدن عموماً.

10- ملاحظة ما يلبس أولادنا ذكوراً وإناثاً.

11- مراقبة ما يتكملون به، وملاحظة ألفاظهم.

12- فتح المجال لممارسة أنواع اللعب المباح، ومشاركتهم بعض الشيء.

13- إخفاء مشاكلنا عنهم قدر الإمكان.

14- العقوبة ليست محصورة في الضرب، قد تكون بالمقاطعة أو الحرمان المادي وأخيراً الضرب غير المبرح.

15- يحذر المربي من النقد دائماً، أو المقارنة بينه وبين أقرانه أو أبناء عمه أو خاله أو العقوبة أمام الآخرين.

16- تذكير الولد بصلاح أسرته وآبائه (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)(28) سورة مريم.

17- فتح باب الرجوع والتوبة أمام أولادنا، إذا أخطأوا أو أذنبوا.

18- وأخيراً لا بد من الحزم في موضعه، واللين في موطنه، وإيقاع العقوبة عند الحاجة، والترغيب والترهيب، وتربيتهم على الجد، وتعويدهم تحمل المسؤولية منذ صغرهم، حتى يستقبلوا حياتهم بعدة وعتاد.

الله اسأل أن يعيننا وإياهم لأن أولادنا يستقبلون عصراً قد تفجرت فيه الرذيلة تفجراً، يستقبلون عالماً اختلط فيه الحابل بالنابل. الله أسأل أن يحفظ على أولادنا عقيدتهم وشرفهم.

فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري
مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة المجمعة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد