Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/08/2008 G Issue 13104
الخميس 13 شعبان 1429   العدد  13104
الروبيان لا يرفع الكوليسترول

أتابع دائماً في («الجزيرة») الصفحة الطبية كما قرأت قبل فترة عن السماح بصيد الروبيان وتعقيباً على ذلك أقول: لقد كانت المدن السعودية المختلفة إلى عهد قريب تعتمد في غذائها على اللحوم الحمراء والدواجن ما عدا المجتمعات التي تقطن المناطق الساحلية. وفي وقتنا الحاضر تغيرت العادات الغذائية في جميع المناطق المختلفة، مما زاد الطلب على المأكولات البحرية ومن ضمنها الروبيان (الجمبري) الذي أصبح الطلب عليه كبيراً. وكان من المعتقدات الخاطئة التي يؤمن بها الكثير من الناس أن الروبيان يحتوي على دهون تؤدي إلى زيادة الكوليسترول الضار بالصحة. على الرغم من أن الدراسات الحديثة أثبتت غير ذلك.

ومن الناحية العلمية فإن الكوليسترول هو مادة دهنية شمعية القوام ولها دور مهم وحيوي لجسم الإنسان، فالكوليسترول مادة تخلق في الجسم داخل الكبد والجهاز الهضمي ويمكن الحصول عليها من الطعام. ولكي يستطيع الجريان في الدم فإنه يتحد مع البروتين ليكون مركباً يسمى الليبوبروتين والأخير ينقسم إلى نوعين: منخفض الكثافة (LDL) وهو الكوليسترول السيئ لأنه يساعد على ترسب الدهون في الشرايين مما يسبب ضيقها وبالتالي أمراض القلب والشرايين، أما النوع الثاني وهو عالي الكثافة (HDL) وهو الكوليسترول الجيد لأنه يساعد على نقل الكوليسترول من الجسم إلى الكبد للتخلص من تأثيره الضار ولذلك فإن نقصه يتناسب عكسياً مع أمراض القلب وتصلب الشرايين.

وهناك عوامل كثيرة تساعد على زيادة الكوليسترول: مثل الوراثة، السمنة، التدخين، قلة النشاط البدني (الرياضة)، تناول الغذاء الغني بالدهون وخصوصاً الدهون ذات المصدر الحيواني لأنها تعتبر من الدهون المشبعة، الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض السكر، الغدة الدرقية، الكلية، الكبد، العمر والجنس. فكلما ازداد العمر ازدادت احتمالية الإصابة بأمراض القلب، والذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث.

وإليكم أنواع الدهون وكيفية مساهمتها في زيادة أو خفض الكوليسترول:

أولاً الدهون المشبعة: وهي التي تزيد الكوليسترول السيئ في الدم وتقلل الجيد وتوجد في اللحوم ومنتجات الألبان وزيت النخيل وجوز الهند.

ثانياً: الدهون المؤكسدة: وهي تزيد من الكوليسترول السيئ وتقلل من الجيد وتحدث الأكسدة للدهون عند وصول درجة حرارة الزيت لدرجة أعلى من درجة الغليان 100م وتوجد في أغلب الأطعمة المصنعة مثل البسكويت والكعك والحلويات والسمن النباتي (المارجرين) والسمن البلدي.

ثالثاً: الدهون عديدة غير مشبعة، وهي دهون تساعد في تقليل الكوليسترول الكلي بالدم وتوجد في الزيوت النباتية مثل زيت دوار الشمس وزيت الذرة وزيت فول الصويا وزيت السمك والروبيان.

رابعاً: دهون أحادية غير مشبعة: وهي تساعد في رفع الكوليسترول الجيد وتقليل الكوليسترول السيئ في الجسم وتوجد في زيت الزيتون وزيت الكونولا (بذرة اللفت) والفول السوداني وبشكل أقل في زيت الذرة ودوار الشمس.

ومن هنا يمكن القول إن الروبيان بريء من الاتهام الموجه إليه بأنه يرفع الكوليسترول، صحيح أنه يعتبر من الأغذية التي تحتوي على الكوليسترول (100 جرام من الروبيان يحتوي على 150 مليجرام كوليسترول تقريباً، فهو أقل من الحد المسموح تناوله من الكوليسترول وهو 300 جرام - يوم) ولكنه بعكس الأغذية الغنية بالكوليسترول فهو لا يحتوي على الدهون المشبعة التي ترفع الكوليسترول السيئ (LDL)، بل على العكس فهو يحتوي على الدهون غير المشبعة التي ترفع الكوليسترول الحميد (HDL) وتخفض الكوليسترول السيئ وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة.

ومن هذه الدراسات دراسة لجامعة روكفلر بالولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع جامعة هارفارد للدكتورة اليزابيث دي أوليفيرا ونشرت في مجلة الغذاء الأمريكية عام 1996م حيث درست تناول الأصحاء للروبيان يومياً بكمية 300 جرام تحتوي على ما يقارب 590 مليجرام كوليسترول، على أن تكون معدة بطريقة الشواء أو بالبخار أي بدون إضافة دهون أخرى أظهرت هذه الدراسة أن تناول هذه الكمية وبطرق الطهي المذكورة رفعت كمية الكوليسترول الحميد (HDL).

وهناك دراستان بحثت تناول الروبيان وغيره من المنتجات البحرية مثل اللوبستر عام 1982م للدكتور كونر والثانية كانت دراسة خاصة بالروبيان للدكتور ويلسن عام 1990م وكلاهما أثبتا انخفاض الكوليسترول السيئ لدى متناولي الأغذية البحرية.

من خواص الروبيان وفوائده:

1- ندرة محتواه من الدهون المشبعة الضارة على القلب.

2- تحتوي على زيت السمك أوميغا 3، وهو من الدهون غير المشبعة المفيدة للقلب، وحاجة الشخص السليم من هذا الزيت هي نصف جرام يومياً ومريض القلب يحتاج إلى 1 جرام يومياً (150 جرام روبيان يحتوي على نصف جرام من أوميغا 3 تقريباً).

3- ندرة محتواها من السكريات فبالتالي تأثيرها ضعيف في زيادة الوزن في الدم. فحوالي 100 غرام مطبوخة منه تحوي 80 كالورى فقط.

وتبقى نصيحتي هي الاعتدال والتنوع في تناول المنتجات الغذائية الطبيعية.

د. دينا بنت عدنان سلامة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد