سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك -وفقه الله لكل خير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

لقد اطلعت على القصة المنشورة في جريدتكم يوم الاثنين الموافق 10 شعبان 1429هـ ولعدد 13101 ص 26 بعنوان (من قتل العانس) للأستاذ علي بن محمد العليان الذي تحدث فيها عن العانس المكناة أم عبد الله والتي بلغت السن السابعة والثلاثين من العمر ولم تتزوج، ولما سألتها الطالبة بقولها: ابنك عبد الله في أي مرحلة دراسية؟ تأثرت وخرجت من الفصل إلى غرفة المدرسات وبعدها مرضت ونقلت إلى المستشفى ثم إلى العناية المركزة، ولما جاء والدها لزيارتها قالت له: أنت حرمتني من الزوج والولد. قال: لا هذه مقادير الله سبحانه وتعالى، ثم قالت: هات يمينك فوضعت يدها على يده وضغطت عليها بكل قوة عندها فتحت عينيها وهي شاخصة ببصرها نحو السماء وقالت بنبرة حادة.. لماذا يا أبي حرمتني من الحياة الله الله الله ثم فاضت روحها ويدها على يد أبيها، أما الأب فسقط مغشياً عليه وبعد الفحص وجد أنه أصيب بجلطة دماغية كانت سبباً بالشلل أما البنت فقد تم تغسلها والصلاة عليها ثم دفنها. نسأل الله أن يعوض كل فتاة مسلمة لم تتزوج في الدنيا بزوج في الجنة تقر به عينها.

وبعد، فإنا نحذر الآباء وغيرهم من الأولياء عن عضل من تحت أيديهم من الإناث فإن الله تعالى سائلهم عنهن ومحاسبهم، كما نحثهم على الإسراع والمبادرة بتزويجهن قبل فوات الأوان وقبل أن يفوتهن الركب وقبل أن يندموا حين لا ينفع الندم.

ففي هذه القصة المحزنة عبرة لمن يعتبر وموعظة لمن يتعظ والسعيد من وعظ بغيره.. والله المستعاون.

قال الله تعالى:{وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(32) سورة النور.

وفي الحديث (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) حسنه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله- في كتابه صحيح سنن ابن ماجة.

وفي الترمذي (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد) قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه) ثلاث مرات.

نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ييسر للشباب الزوجات الصالحات وللفتيات الأزواج الصالحين وأن يهدي الجميع لما يحبه ويرضاه إنه قريب مجيب.