Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/08/2008 G Issue 13107
الأحد 16 شعبان 1429   العدد  13107
غياب ثقافة الاتصالات السعودية!!
بدر أحمد كريم

جميل جداً أن تُطلق شركة الاتصالات السعودية، باقات (زيرو) و(زيرو بلس) المفوترة بدون رسوم اشتراك شهرية، فقد باتت تنافسها شركات اتصالات؛تكاد تمسك لحظة التتويج الاتصالاتي.

لكن الأجمل ألا تغمض الشركة عينيها،

عن إدامة تواصل ثقافي مع الجمهور المستفيد من خدماتها، يبقى دوماً في حاجة إلى حارس يقظ.

تحصل شركة الاتصالات السعودية، على إيراداتها من المشتركين في خدماتها وهؤلاء لهم حق عليها يتعدى مجرد إيصال الخدمة إلى نشر ثقافة الاتصالات بينهم وإذا كان من حق الشركة أن تكون قوة تكرس تميزها فيحسن بها أن تُعدّ لنفسها سلاحا حاسما في معركة منازلتها مع شركات منافسة، كي تحافظ على صدارتها، وتتسيد الساحة ليس بما هو كل جديد بل ما هو مفيد ينفع الناس ويمكث في الأرض، وما ينفعهم ثقافيا خير وأبقى، ليس للدلالة على تطور الشركة فحسب بل لتكسر حواجز اتصالها بالجمهور (المستفيد من خدماتها) حتى تحول ذلك التعامل إلى أشكال أقرب ما تكون إلى عدم التواصل، وهو ما يعني - من وجهة نظري- غياب ثقافة الاتصالات ليس عند موظفي الشركة فحسب، بل حتى عند المشتركين في سرعة تدفقهم، وقوة تأثيرهم، الأمر الذي يتطلب تأسيس مفاهيم جديدة، لثقافة اتصالات تملك القدرة على التوالد والتجدد.

لا أعلم حتى الآن هل أعدت الشركة خططا لذلك أم لا، في مواجهة هجمة شرسة، يمكن أن تدمر في طريقها اتصالات غير جديرة بالبقاء دون استخدام منصات إطلاق صواريخ (كروز) أو (توماهوك) ولا أحد ينكر أن الاتصالات السعودية حققت نقلة نوعية حضارية للمجتمع السعودي، لكن الشيء المهم معالجة عدم رضا بعض المشتركين -ولا أقول العُملاء- ونشر ثقافة الاتصالات فتاريخها تاريخ إنتاج ومعرفة وثقافة ووجود وبقاء والذي يصل مبكرا هو الكاسب وهو المكتشف الحقائق والمتحرر من السيطرة والاستحواذ.

لماذا لا تبني شركة الاتصالات السعودية للمستفيدين من خدماتها قنوات اتصال معهم؟ ولماذا لم تنشر وتعمم ثقافة الاتصالات؟ ولماذا لا تضع لها خططا وبرامج وآليات من شأنها تعزيز موقع الشركة ومكانتها؟ أم هي غير مقتنعة بجدوى ثقافة الاتصالات؟ وغير مقتنعة بأنها ينبغي أن تزاول دور الداعية المثقف، في عالم إيقاعه اليومي كوكبية الاتصالات؟

أن تقتنص الشركة لحظة تبني من خلالها نمطا جيدا من التعامل مع ثقافة الاتصالات، فهذا يعني أنها ليست محكومة بقوانين السوق في العرض والطلب فحسب، بل تؤمّن للمستفيدين من خدماتها (بما لا يسمح للسلعة الرديئة والهابطة، أن تجد لها طريقا في أسواق المنافسة، وبين الإنتاج الملتزم والهادف).

على شركة الاتصالات السعودية، بعد أن نجحت في تحقيق نقلة اتصالية نوعية، التفكير في نشر ثقافة الاتصالات، والتعامل مع قيمها فما حققته الشركة في كل مراحل تطورها من إنجازات، لا ينبغي أن تُشوه جرّاء غياب ثقافة الاتصالات فالشركة ينبغي أن توثق الفعل الثقافي وأن تعطيه بعده الإنساني والقيمي وفي سبيل ذلك يسير الفعل الثقافي جنباً إلى جنب مع الفعل الاتصالي ليأتي الفعلان متماشيين مع تعاظم دور الشركة، فثقافة الاتصال وعاء مناسب وأكثر سعة لحمل رسالة الاتصالات، بل إن تفاعل الشركة مع الثقافة، يبني منظومة ثقافية متعددة الإمكانات وشديدة التأثير، وإذ ذاك يصبح عمل الشركة مؤسسياً ومستنداً على وسائل انتشار، تحتاج إلى إبداع ثقافي، متداخل مع (تقانة الاتصال المتطورة لدعم الثقافة، وجعلها أكثر إغراء ووجودا وانتشارا، في عالم مبهر للصورة الواسعة، والمستديمة الحضور).

فهل هناك من يسمع؟ وهل هناك من يعي أبعاد ثقافة الاتصالات؟

فاكس: الرياض 4543856



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد