Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/08/2008 G Issue 13109
الثلاثاء 18 شعبان 1429   العدد  13109
الجاحدون
رمضان جريدي العنزي

هناك كتاب ينظرون إلى إنجازات الوطن بعين واحدة قاصرة لها ضبابية الرؤية، ويملكون ظاهرة شاذة في النكران والجحود، ولديهم نظرة مغايرة غير طبيعية وغير سوية في إبراز منجزات الوطن بشكل غير أمين وغير صحيح، ولديهم نظرة البوم وتشاؤمية الغربان وحقد البعير، إنهم يملكون أطروحات فكرية غير منطقية وغير سوية وقاصرة في الفهم والإدراك، ولديهم فيروسات مرضية خطيرة وتشرذم وتشتت فكري مزدوج عبر إقصائهم المتعمد لكل منجز حضاري لهذا الوطن العتيد العملاق، إن هؤلاء الكتاب يملكون خطوطاً متباينة في الطول والعرض والاستقامة تتنافى مع تشكل النسق الفهمي والإدراك الحسي ولديهم أعراض وبائية مميتة تؤدي إلى شحن العقل الاجتماعي بمعلومات قاصرة ودونية وضعيفة وتصيب هذا المجتمع بوبال القصور التنويري عن طريق عدم إبراز الشكل الصحيح عن ما تم إنجازه من مشروعات عملاقة ومدن صناعية كبرى في كافة أرجاء الوطن الممتد من أقصاه إلى أقصاه، إن هؤلاء الكتاب لا يملكون المبررات العقلية أو المساجلات المنطقية التي يجب قبولها، إنهم يبرعون في اجتذاب الناس عن طريق تشويه الحقائق والتملق وذلك بقيامهم بمقارنة منجزات الأوطان الأخرى القريبة والبعيدة مع منجزات الوطن عبر شحن ذهنية الناس بمعلومات لا تملك بياض ونقاء الحقيقة، إن هؤلاء الكتاب المتعسفون الذين سادوا طويلاً يحاولون وأد عصر النهضة الشاملة في هذا الوطن المعطاء متمثلين بتمرد مغاير وعجيب يفصحون عنه في كتاباتهم اليومية داعين ومبشرين وواضعين الدعاية المجانية لمنجزات الأوطان الأخرى على حساب إظهار المنجز الوطني، إنه العقوق والتبلد الفكري المقيت، إن فلسفة هؤلاء في تمجيد إنجازات الآخرين ناتج عن تملق واضح في اتجاه الظلالة وانحياز بغيض مكشوف ينم عن سوء نية مبيت، إن نصوص هؤلاء في مدح الآخرين معناه الإطاحة بكل يقينيات المطلق الراسخ لهذا الوطن الأشم، إن هؤلاء الكتاب يمارسون استغفال العقل الوطني للمجتمع عبر تسفيه كل القفزات الهائلة والجبارة والنمو اليومي المتتابع في كل مناحي الحياة، إنهم يتخندقون ويتعصبون لغير الوطن على حساب الرحم الوطني الذي قذفهم لتنفس الهواء العليل المعبأ بالأوكسجين النظيف، إن إيديولوجيا الفكر لهؤلاء هو محاولة عرقلة التطور والتحديث على الرغم من زعمهم وادعائهم الوطنية وحب الوطن، إنهم يملكون عُقداً ظلامية قاتمة حالكة السواد وسوء نية رمادي في إشعال فتيل الكذب وممارسته على الناس من خلال دعمهم وإبراز وتجميل منجزات الآخرين دون النظر بعين الاعتبار عما يحدث داخل الوطن من عمل يومي عظيم في كل مناحي ومشارب النمو والتطور الحياتي، إنهم يخادعون الحقيقة بشكل محترف وذكي ويتلونون مثل الحرباء ويندسون بيننا مثل ثعابين الرمل ولهم دموع تماسيح وخداع ثعالب، إنهم يحاولون الإطاحة بكل منجز عظيم وتشويه صورته ويحاولون أن يفهمونا أن منجز الآخرين أعظم شأناً وأكثر دقة وأجل أمرا، إن مقاصد هؤلاء لها أعراض خطيرة وعديدة ناتجة عن رؤية مبهمة لها أهداف مريضة سببها الضعف والوهن الانتمائي لهذا الوطن الجميل، إن الندب التي سوف يتركها هؤلاء الكتاب ستكون كاللطخة في ثياب ناصعة البياض، وعليهم أن يوقفوا نظراتهم الذاتية وممارسة السذاجة المفضوحة وأن لا تأسرهم حركة الآخر المشبوهة والقاصرة وأن يقدموا لنا في كتاباتهم انعكاساً أميناً عن الحقيقة الظاهرة بعقل وبصيرة وحضور ساحر، وأن يقودونا لرؤية شاملة لها شكل الصعود بعيداً عن الجحود والنكران وجلد الذات والوطن، وعليهم أن يختاروا لأقلامهم أحباراً ذات ألوان زاهية ليبقوا في ذاكرتنا منارات هدى على الطريق السوي لا أن يكونوا مجرد أبواق للآخرين يحركونهم حيث يشاؤون أو يريدون حسب أهوائهم ومشتهاهم وميولهم بعيداً عن روح المصداقية وروح الانتماء وروح الحقيقة الناصعة حتى ولو حاول الآخرون المشبوهون ذوو السحنات الملونة إنكارها أو إخفاءها أو محاولة وأدها وقتلها في المهد.



ranazi@umc.com.sa

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد