Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/08/2008 G Issue 13109
الثلاثاء 18 شعبان 1429   العدد  13109
بين سوق عكاظ وصوت الإنكار لغة القرار.. ويدٌ من حديد!
سعيد الدحية الزهراني

تتفق جل الآراء - الرسمية والشعبية- على نجاح المؤسسة الأمنية في إخماد نار الفئة الضالة وكسر شوكتها.. يدعم هذه الفكرة ما تحققه الجهات الأمنية المعنية من نجاحات متوالية تستهدف فلول هذا الوباء السقيم قبل أن ينفذ مخططاته وأهدافه الكسيحة.

والشكر أبلغه لكافة المعنيين بالمؤسسة الأمنية لدينا.. وعلى رأسهم سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز أيده الله.

لكننا في واقع الأمر نكاد نتفق على خطر البعد الآخر لهذه العمالية وهو البعد الفكري وبصورة أدق التشددي .. هذا الجانب تكمن صعوبته في ماهيته وكينونته التي لا تتجسد بصورة واضحة للعيان إلا عبر إشارات دقيقة تتكشف من حين إلى آخر ضمن أحداث أو مناسبات وطنية عامة كسوق عكاظ.. ولن ننسى قبله أحداث كلية اليمامة ومعرض الرياض الدولي للكتاب.

سوق عكاظ -كما نعرف جميعاً- عبارة عن وعي قيمي حضاري يعد إرثاً ثميناً للغاية لدى من يعي أهمية مثل هذا المنطق ضمن سجل حضارات الشعوب وثقافات الأمم.

وُجِدت سوق عكاظ قبل الإسلام.. وكانت كغيرها من الأماكن العامة حينها تضم بين جنباتها أصناماً وما إليها.. ثم جاء الإسلام وهُدِّمت الأصنام في كل الأماكن -سوق عكاظ وغيرها- واستمرت الحياة إلى أن جاء الخوارج -وهنا إحالة أخرى تجعل المقاربة ما بين المُنْكِرين ذات دلالة قوية- حين نهبوا السوق في عام 129هـ.

السؤال البديهي حد السذاجة: هل يتوقع من ينكر على سوق عكاظ أن تعود المظاهر الشركية التي كانت في سوق عكاظ قبل الإسلام.. من خلال هذا المهرجان وفي زمننا هذا؟!

إنها غايات القبوريين تلك التي تسعى إلى جعل الحياة قبراً لا يتسع لحياة.. وهذا في تصوري الجانب الأهم في العملية الإرهابية التكفيرية.. حين لا يتورع معتنقو هذا الفكر المتشدد عن إلحاق التهم والتشكيك في العقائد حتى في احتفالاتنا الحضارية العامة بل وحتى تلك الاحتفالات المباركة بالدعم والرعاية الملكية الكريمة.

نحتاج بالفعل لكي نقضي على أدق تفاصيل هذا الوباء الأسود إلى قرار حاسم ويد من حديد تضرب كل من تُسوّل له نفسه الأمّارة بالسوء والقبورية.

نريد أن نصل إلى حياة نشعر من خلالها بأننا على قيد الحياة لا ضمن قبر يتنفّس .

* الوطن.. حياة!



aldihaya2004@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد