Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/08/2008 G Issue 13109
الثلاثاء 18 شعبان 1429   العدد  13109
رجل لا يحتاج إلى شهادة
رحلة خالد الفيصل بين مكة وعسير

الميادين هي مخابر للقياديين ومقياس لمدى ما لديهم من (طول نفس) وإصرار على الوصول إلى القمة مهما كان الطريق إليها وعرة واختبار لهم على مدى نجاحهم في قراءة الواقع وصنع التنمية ففي مطلع التسعينيات الهجرية وصل الأمير خالد الفيصل إلى منطقة عسير أميراً لها وكلنا نعرف كيف كانت المنطقة قبل تأمره وكيف أصبحت بعد أن تشرف بالانتقال إلى منطقة مكة المكرمة أميراً لها لقد كان أمام الأمير خالد ملفات صعبة ومهام جسام عند أول تسلمه مهام الإمارة في تلك المنطقة والمثبطون أكثر من المشجعين من خارج المنطقة له ووفق رؤاهم كانوا يرون أنه من المستحيل أن تتحقق التنمية في منطقة عسير في ظل خلوها بالمعنى الشامل الحقيقي من شيء اسمه تنمية وتطوير فكان أمام تحدٍ كبير ومشوار طويل كان يحتاج قطعه إلى مئات السنين ولكنه قطعه في مدة وجيزة قياسية وتغيرت مفاهيم كثيرة وتصححت العديد من الأفكار لدى من رؤوا استحالة أن يصبح الوضع والحال في عسير يسير لتخرج في مخبرها ومظهرها صورة من صور عناية حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بهذه البلاد.

ولا نقول إن منطقة مكة المكرمة حينما وصل إليها أمير الصمود والإصرار لا نقول إنها خاليةً من مظاهر التقدم والتطور لقد حظيت بعناية حكومة خادم الحرمين الشريفين ولقد قدم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله ما يذكره أهل منطقة مكة المكرمة وما حفظه له الأمير خالد الفيصل قولاً وفعلاً فأشاد الفيصل في أكثر من مناسبة بجهود الأمير عبد المجيد رحمه الله وما تركه من بصمات شاهدة على تفانيه وإخلاصه ومثلما أن الفيصل حفظ للآخرين جهودهم وحقهم بذكر صنيعهم وحفظ جميلهم فإن الأمير فيصل بن خالد وأهالي عسير حفظوا له جهوده وجميله طيلة سبعة وثلاثين عاماً قضاها في ربوع عسير.

وفيما تسلم سمو الأمير خالد الفيصل مهامه أميراً لمنطقة مكة المكرمة تكون أمامه قائمة من تحديات الوضع القائم المعاش ولكن بعدد قليل من المراهنين والمثبطين حيث قللت تجربة خالد في عسير هذه المرة رهان أولئك على تخطي صعاب ومهام في منطقة مكة المكرمة عند تولي إمارتها.

نعم نحن لسنا في مقارنات وتنظير بين المنطقتين فهذا ليس هو شأن المقال ولكن المهم هو كيف يتحقق ما في حقيبة الفيصل من رؤى وأفكار لأهالي منطقة مكة المكرمة من القنفذة جنوباً حتى ثول ورابغ شمالاً ومن الطائف شرقاً حتى جدة غرباً.

وفيما نشرت جريدة الجزيرة في صفحتها الإرشيفية زمان الجزيرة الأربعاء 12-شعبان-1429هـ خبراً تنموياً الأحد 20-صفر-1393هـ كصورة من صور أيادي الفيصل في بناء منطقة عسير صحياً حيث كان الخبر بهذا العنوان (الأمير خالد الفيصل يفتتح مستشفى ظهران الجنوب - سمو الأمير خالد الفيصل يلقي خطاباً عما ينتظر المنطقة من تقدم في مختلف المجالات - فيما كان ذلك من أوليات الفيصل في منطقة عسير ها هي الصحف المحلية تنشر عن أولياته في منطقة مكة المكرمة اليوم).

فنشرت الجزيرة في محليات الأربعاء 12 من شعبان 1429هـ خبراً عن واس ونشرت الوطن في ذات اليوم عن زيارة الفيصل مكتب العمل ومرور جدة والتقائه بقافلة الإعلام السياحي وفيه كذلك موافقة خادم الحرمين الشريفين على مخطط جديد لمدينة مكة المكرمة.

خبران مختلفان في الزمان والمكان متفقان في شيء واحد وهو أن هذا الرجل القيادي أينما كان فإنه يحمل معه هماً تنموياً والدرس الآخر الذي يفهم من رحلة (الفيصل بين مكة وعسير) والتي تحتاج إلى كتاب لعله ينبري له أحد كتابنا الأفاضل أقول إن الدرس الآخر الذي يمكن أن يفهمه المثبطون والبعض من أصحاب النفس القصير أن ترامي واتساع جغرافية منطقة مكة المكرمة واتساع كثافتها العمرانية والسكانية والقروية والعشوائية والمشاكل المراد تصحيحها لن تكون حجر عثرة في طريق إرادة وعزم الفيصل للنهوض بالمنطقة إلى مصاف العالم الأول.

ولقد تشرفت ذات مرة بلقاء عابر في مقر الإمارة في عسير وبعدها حينما زار محافظة القنفذة وصحيح أن الوقت كان قصيراً في لقاء سموه إلا أننا وجدنا في مجلسه الجدية والشفافية وقرأنا ملامح الإصرار في خدمة المواطن لديه.

فلعل ما حررناه هنا عن سموه يأتي عن كثب وقرب وقراءة لسيرة الرجل في عدد من المصادر وهو ليس بحاجة إلى شهادةٍ منا فما قدمه غنيٌ عن مقالنا.

عبدالله الرزقي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد