Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/08/2008 G Issue 13109
الثلاثاء 18 شعبان 1429   العدد  13109
الأَوْلى توزيع الوظائف لأكثر من واحد

تفاعلاً مع ما ورد في تعقيب أحد الإخوة بتاريخ 29 رجب الماضي مطالباً بتفريغ أئمة الجوامع وإسناد بعض الأعمال والمسؤولية المتصلة باحتياجات الحي إليهم، ومنها: أن يكون عمدة الحي ومسؤولاً أمنياً وعضواً في الجمعية الخيرية ومأذون أنكحة وساعياً للإصلاح بين الجيران والأسر فيما يقع بينهم من الخلافات.. إلخ، وأود التعليق على هذه المرئيات.

1 - ما جدوى تفريغ الإمام من عمله الرسمي إذا كان سيتم إسناد كل هذه الأعمال أو بعضها إليه باعتبار أن الهدف من التفريغ هو أن لا يكون للإمام عمل آخر يجعله يتغيب أو يتأخر عن الصلاة في مسجده؟ وهي المشكلة التي تكثر الشكوى بشأنها من بعض جماعات المساجد ويرى البعض أن تفريغ الأئمة سيقضي عليها.

2 - لا أعتقد أن الإمام الذي لم يلتزم بواجبه تجاه المسجد أهل لتكليفة بأعمال أخرى ربما يتعامل معها بالتعامل نفسه المثير للشكوى من جماعة مسجده.

3 - لا ننكر أن هناك أئمة متميزين في خدمة مساجدهم ومواظبتهم على الأوقات مواظبة يشكرون عليها والذين يمكن الاعتماد عليهم في القيام ببعض الأعمال التي أشار إليها الأخ الكاتب، لكن ما هو المبرر لتجميع كل هذه الأعمال أو بعضها في عدد محدود من المواطنين بدلاً من توزيعها كفرص عمل على أكبر عدد ممكن من المواطنين الآخرين القادرين على القيام بها، إذ ليس من العدل أن يستأثر بعض المواطنين بالعديد من الأعمال على حساب آخرين محرومين من نعمة العمل الذي يحتاجونه لإعالة أنفسهم وأسرهم والمساهمة في خدمة وطنهم.

4 - يقول أحدهم: كان الله في عون إمام المسجد، ولا أدري هل يقصد إمام الجامع المتفرغ لخطبة صلاة الجمعة فقط أم يقصد الإمام الاحتياطي الذي لا تبدو الحاجة إليه إلا بعض الجمع أم يقصد الإمام الذي يحضر عند الإقامة ويخرج بعد السلام مباشرة أم يقصد الإمام الذي يشتكي جماعة مسجده من كثرة غيابه أو تأخره؟! أعتقد أن المؤذن أولى بالدعاء له لأنه أول من يحضر إلى المسجد وهو الذي يقوم بفتح الأبواب وتشغيل الإنارة والتكييف ثم الأذان في الوقت المحدد، وقد لا يحضر الإمام فيصلي عنه ثم ينتظر حتى خروج آخر المصلين ويغلق الإنارة والتكييف والأبواب، وكل ذلك مقابل مكافأة تعادل نصف مكافأة الإمام.

5 - عملية التفريغ غير قابلة للتطبيق بالنسبة للكثير من الأئمة، أما لأن أعمالهم الرسمية أكثر حاجة إليهم كالمشايخ وأساتذة الجامعات وكبار المسؤولين في مختلف الجهات الدينية، وكذلك يتعذر تفريغ طلاب الجامعات، وهناك أئمة لا يرغبون التفرغ لأنهم يريدون الجمع بين راتب الوظيفة ومكافأة المسجد ولو وجد نظام ملزم للتفرغ لآثر البعض منهم التفرغ لمساجدهم بطريقتهم الخاصة عن طريق التقاعد المبكر من وظائفهم الرسمية. وأحسب أن التفريغ يمكن تطبيقه في حالات التعيين الجديدة على وظائف المساجد متى وجدت، وإن كنت لا أؤيد التفرغ لأن هذا سيرفع التكلفة أضعافاً مضاعفة ولن يحل مشكلة التأخر أو الغياب من قبل البعض. ثم إن الغياب أو التأخر لا يكون في وقت بعينه كالظهر مثلاً حتى نقول إن ذلك بسبب العمل أو الدراسة.

محمد حزاب الغفيلي - محافظة الرس



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد