Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/08/2008 G Issue 13109
الثلاثاء 18 شعبان 1429   العدد  13109
تعليقاً على ما جاء في مقال حنان السيف:
هذه قصة القبض على معجب الغيداني

في البداية أود أن أشكر الكاتبة المتألقة الأخت الفاضلة حنان السيف على تواصل مقالاتها الرصينة ومتابعتها الدقيقة للإصدارات الأدبية والتاريخية، وهي صاحبة القلم النابض بالصدق والمحبة مما جعلها تحظى بتقدير القراء والمؤلفين لرقي أسلوبها وسلامة مقاصدها..

واستسمح الكاتبة والقراء عذراً في أن أعلق على عبارة وردت في مقالها المنشور في صفحة الوراق بتاريخ الأحد 10 رجب 1429هـ بعنوان: (من رجالات الملك عبد العزيز صالح باشا بن عذل (1270 - 1350هـ). حيث جاء فيه ما نصه: (أن الملك عبد العزيز توجه إلى الرس بدعوة من صالح باشا - ابن عذل - الذي طلب من الملك أن يزور بلدته تقديراً لأهالي القصيم لأنهم جاءوا بمعجب الغذاري؟ إلى الملك عبد العزيز لما طلب إحضاره إليه... إلخ).

والذي أود توضيحه هنا: أولاً: أن صحة الاسم: معجب الغيداني.

وثانياً: أن أهل القصيم لم يأتوا بمعجب الغيداني إلى الملك عبد العزيز، وإنما تتلخص قصة مجيئه كما رواها لي أحد مرافقيه، وكما أشار لها المؤرخ محمد العبيد في التالي:

أن الملك عبد العزيز بعد انتهاء معركة السبلة شدد في ملاحقة المطلوبين من مثيري فتنة الإخوان، والقبض عليهم، فنزل في شقراء، ثم انتقل منها إلى بريدة، وطلب من الشيخ هندي الذويبي رئيس هجرة الشبيكية وشيخ بني عمرو الذين منهم معجب الغيداني أن يسلموه إلى الملك في بريدة، فأرسلوا وفداً منهم للتفاوض بشأن طلب العفو عنه، إلا أن الملك أصر على تسليمه فعاد الوفد إلى الشبيكية وأخبروا الشيخ هندي الذويبي بإصرار الملك على إحضار معجب الغيداني دون قيد أو شرط، فما كان منه إلا أن توجه ومعه كبار الذوبة رجالاً ونساء ومعهم معجب الغيداني لمواجهة الملك، والتشفع بمن معهم للعفو عنه.

وتصادف أن الملك الذي كان في عجلة من أمره لأنه كان في طريقه للحج ارتحل من بريدة ونزل الرس، فالتقى هو وركب الذوبة دون ترتيب، فوفد عليه الشيخ هندي وكبار الذوبة في مخيمه، وتركوا معجب الغيداني في خيمتهم وتفاوضوا مع الملك إلا أنه أصر على تسليم معجب الغيداني، ولما طال التفاوض أرسل الملك رجاله - دون علم هندي الذويبي ومن معه - إلى مخيم الذويبي وطلب منهم القبض على معجب الغيداني وإحضاره إليه، ولما أحضروه أمر بإرساله فوراً إلى الرياض مخفوراً، وعندما كرر الذويبي النقاش مع الملك بشأن طلب العفو، فاجأهم الملك بأن معجب لم يعد في خيمتهم، وأخبرهم أن رجاله قد ألقوا القبض عليه وأنه في طريقه إلى الرياض، فنهض هندي الذويبي غاضباً وخرج من عند الملك وعاد بمن معه إلى بلدته الشبيكية، في حين بات الملك بالرس واستجاب لدعوة غداء في اليوم التالي عند كبار أهل البلدة، ثم غادر الملك في اليوم التالي إلى مكة.وبهذا فإن أهل القصيم لم يكن لهم أي دور في تسليم معجب الغيداني.

هذا ما أحببت إيضاحه مع شكري للكاتبة الكريمة ولجريدة الجزيرة، وعفا الله عن الجميع.

فائز بن موسى البدراني الحربي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد