Al Jazirah NewsPaper Wednesday  20/08/2008 G Issue 13110
الاربعاء 19 شعبان 1429   العدد  13110
هل يطال التصحيح فضائياتنا الاقتصادية؟
محمد سليمان العنقري

يعتمد المتعاملون بالأسواق الدولية على المعلومات التي تنهال عليهم من مؤسسات الاستثمار ومن وسائل الإعلام بكافة أنواعها، وتعتبر القنوات الفضائية المتخصصة بالاقتصاد مصدراً رئيسيا لتلك المعلومات وباتت بعض القنوات مثل بلومبيرج، وسي ان بي سي، وغيرها.. أسماء لامعة في عالم الاقتصاد على مستوى الكرة الأرضية.

وفي عالمنا العربي ومع فورة الأسواق المالية أصبحت القنوات تركز على أسواق المال حتى لو كانت غير متخصصة بالاقتصاد، وأصبحت مصدرا شبه وحيد للمعلومة كون المصادر الأخرى التي عادة ما تقدم للمستثمرين صورة أوضح عن واقع الاقتصاد مغيبة لدينا، ونعني بها تقارير بيوت الخبرة أو التقارير الصادرة عن جهات رسمية.

وبعد سقوط الأسواق عموما في دائرة التصحيح باتت القنوات الفضائية محل اهتمام كبير وأصبح المتعامل الفرد يتخذ قراره من خلال ما يسمعه ويراه دون أن يحاول التحري عن دقة المعلومة المقدمة له، ولكن بالرغم من الاهتمام الكبير والمتابعة العالية للفقرات الاقتصادية التي تغطي أسواق المال، من الملاحظ عدم ارتقاء تلك المصادر الإعلامية بما تقدمه من مواد وعدم تحري الدقة بالارقام والبيانات التي تقدمها للجمهور.

وفي السوق السعودي يتخذ بعض المتعاملين قراراتهم على أي معلومة ترد عبر الفضائيات, وقد يأتي من يحمله سرعة اتخاذ القرار دون التأكد منها، ولكن عدم وجود مصادر أخرى أمامه قد يبرر تصرفه بعض الشيء، ولكن: هل يمكن تبرير تواضع مستوى تلك القنوات؟ فإحدى القنوات تقول قبل فترة: إن هيئة سوق المال ستطرح قرابة 52 شركة جديدة فيما تبقى من العام الحالي 2008 دون ان ينتبه المنتج الاخير للتقرير ان هذا يعني اكتتابا كل 3 أيام تقريبا، فمتى سيكون الادراج؟ وهل تتحمل الأسواق الدولية مثل هذا العدد من الاكتتابات حتى نتحمله نحن؟! وقنوات أخرى وقعت في مستنقع الجدل وتبني الرأي بشكل واضح دون اتباع مبدأ الحياد لتقديم المعلومة مجردة من العاطفة وأصبح ينطبق عليها اسم (فش خلقك) بخلاف الأخطاء التي تقدم عن ارقام اقتصادية مهمة وعدم التمييز بين مليون وبليون، بل وأصبح المتعاملون يقيسون أداء السوق أحيانا على لون ملابس المقدمة، ويتحسسون من أي اشارة يلمحونها عند حديثها.

الإعلام بصفة عامة -والفضائي منه بصفة خاصة- أصبح جزءا أساسيا في حياة كل متعامل بأسواق المال، وما يجب أن تعيه تلك الوسائل الإعلامية والقائمون عليها ان قرارات قيمتها مليارات تتخذ بناء على ما تقدمه من معلومات، وبالتالي أصبح من الضروري عليها ان تلعب دوراً مسانداً بدقة المعلومة وتغطية الجوانب التي يحتاجها المتعاملون لفهم ومعرفة الأخبار التي تقدم لهم؛ فهي لاعب رئيسي في صنع قرارات المتعاملين، فيجب ان تلعب دورا توعويا وتثقيفيا وتغطي جوانب الافصاح والشفافية المفقودة بأسواقنا، ولا بد أن يطالها التصحيح الذي مر على أسواقنا المالية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد