Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/08/2008 G Issue 13113
السبت 22 شعبان 1429   العدد  13113
يارا
عبدالله بن بخيت

يطالبني بعض الأخوة أن أعرف الأخلاق الحميدة. تشير التعليقات في موقع الجزيرة وفي رسائل الجوال أن بعض القراء الكرام لم يعجبهم مقالي حول تراجع قيمة الفتاوى المستعجلة والمقالات التهويلية حول الأخلاق الحميدة. ماهي الأخلاق الحميدة؟ هذا سؤال كبير بحجم الفلسفة. الكلمات التي نستخدمها باستمرار ونتداولها هي أعصى الكلمات على التعريف. بعض الناس يستسهل الكلمات اليومية المتداولة. يعتقد أن مجرد الاستخدام يعني الإدراك. هذا غير صحيح البتة. كلمة الأخلاق جزء من سؤال الفلسفة الأساسي تلك المادة العلمية المغيبة عن مناهجنا التعليمية مع الأسف. إذا دخلنا في جدل تحليلها وتعريفها فلن يجدوا ما يسرهم. سأضطر أن أصم أذاني حتى لا أسمع هدير سيل الاعتراضات والاحتجاجات وربما الإقصاء. الأخلاق كلمة معقدة. الأفضل أن تبقى الأمور على طمام المرحوم. كل منا يعتقد أنه يفهم هذه الكلمة ويدرك معناها. حاول أن تعرف كلمة السلام أو كلمة الحب أو كلمة الذكاء إلخ عندئذ ستعرف أن الإنسان يعيش على جهله وعموميات حياته لا على الوضوح كما يبدو لنا. أتمنى من الأخوة الذي طالبوني بتعريف الأخلاق الحميدة أن يمنحوا أنفسهم إجازة من سماع مواعظ الدعاة المكررة وأن يقرأوا شيئاً من الكتب الفكرية الفلسفية. ستساعدهم هذه الإجازة على الأقل على تطوير قيم التفهم والتسامح. سمعت أن عدداً من الزملاء أسسوا جمعية الفلسفة السعودية. أتمنى أن تكون هذه خطوة لتساعد الناس على إدراك الفرق بين لذة التفكير الحر والاتباع الانقيادي. هذه فرصة للقارئ الكريم (المحتج) أن يقرأ خارج الصندوق الذي سجن نفسه فيه. أن يرفع رأسه عن الكتب الصفراء ويطل قليلاً على الوعي الذي أضاء العالم عبر السنين. يشاهد الإشعاعات التي أضاءت الشقوق المعتمة في دروب الإنسانية. لا بأس أن تتأذى عينيه قليلاً ولكنها سوف تعتاد بل ستستمرئ الضوء وستعشقها في النهاية. كل إنسان وكل جماعة تظن نفسها الأفضل. شيء طبيعي لكن التعرض للمختلف يكشف حقيقة الخداع الأيدلوجي الذي يسجن الإنسان نفسه فيه. من لديه أي تعريف عن الأخلاق الحميدة أرجو أن يبعث به إلى عزيزتي الجزيرة ويكسب أجرنا جميعاً.

يطالبني بعض الأخوة أيضا أن أقدم إحصائية تثبت أن الأخلاق الحميدة لم تتراجع ولم يحدث أي خلل اجتماعي بسبب التقنية الجديدة أو المسلسلات التلفزيونية. من منا يستطيع أن يقوم بإحصائية مثل هذه. سبق أن قلت إن الإحصائيات لها بعد أيدلوجي. أستطيع أثبت لك أن السعوديين يحبون الرز ومن جهة أخرى أستطيع أن أثبت العكس. تكمن قيمة الإحصائيات والاستفتاءات في مكان توظيفها. على كل حال إذا كانت الإحصائيات مهمة بالنسبة للقارئ يمكن أحيله على تقرير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حول الوقوعات. يثبت التقرير أن أخلاق السعوديين تحسنت بنسبة ثلاثين في المائة. هل يعود الفضل إلى مواعظ لميس ونور ومهند؟ سؤال يحتاج إلى دراسة.



Yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد